للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[منهج أهل السنة والجماعة في تدوين علم العقيدة (إلى نهاية القرن الثالث الهجري)]

المؤلف/ المشرف:ناصر بن يحيى الحنيني

المحقق/ المترجم:بدون

الناشر:مركز الفكر المعاصر- الرياض ̈الأولى

سنة الطبع:١٤٣١هـ

تصنيف رئيس:توحيد وعقيدة ومنهج

تصنيف فرعي:دراسات توثيقية ومنهجية

الخاتمة:

ففي نهاية البحث يمكن أن أذكر أهم النتائج التي توصلت إليها فيه وهي كالتالي:

١ - أن قضية تدوين العلوم ظهرت عند السلف في وقت مبكر منذ عصر النبوة، وظهر أكثر بعد القرن الأول وكان لهذا التطور عوامل عديدة.

٢ - تميزت مصنفات السلف بالقوة في الحجة والرصانة في الأسلوب والدقة والعمق في الفهم واستمر هذا التميز عبر العصور إلى يومنا هذا، وظهر أثرها على كثير من علماء أهل السنة ممن صنفوا في القرون المتأخرة.

٣ - كان لأهل السنة منهج في تدوين علم العقيدة تمثل في أمرين رئيسيين:

أ- تدوين مسائل الاعتقاد من خلال الجوامع الحديثية.

ب- تدوين مسائل الاعتقاد من خلال مصنفات الاعتقاد المستقلة.

٤ - تفنن السلف في طريق التصنيف والترتيب وكان هذا على مراحل، كان البداية في التصنيف الشامل دون ترتيب أو تبويب أو تميز لعلم دون علم بل كان الدين كله واحد ولم يظهر هذا التقسيم إلى فقه وعقيدة وغير ذلك إلا بعد ظهور البدع وظهور مصنفاتهم البدعية، وعرفت مصنفات أهل السنة باسم المسانيد.

٥ - أول طريقة كان فيها التصنيف على الأبواب كانت بما يسمى الجوامع وهي مرتبة على أبواب عامة وليست تفصيلية وكثر تدوين السلف للعلم بهذه الطريقة.

٦ - ظهرت طريقة التبويب التفصيلي في بدايات القرن الثالث واستمرت وتطورت حتى بلغت الغاية في التفنن في الترتيب والتبويب وأبرز مصنف يمكن أن يمثل به في تلك الفترة صحيح البخاري والكتب الستة عموماً.

٧ - عقد السلف أبواباً وكتباً مستقلة في مسائل الاعتقاد ضمن الجوامع الحديثية وعرضوا لجزئيات الاعتقاد من خلال تراجم الأبواب الفرعية، وظهرت براعتهم وسعة علمهم من خلال تراجم الأبواب التي أودعوها دقيق فقههم وعمق فهمهم.

٨ - اعتنى السلف بعقد أبواب وكتب مستقلة في الرد على أهل البدع من خلال الجوامع الحديثية، ولم يغفلوها وكان الرد مضمَّناً في ثنايا التراجم ومن خلال تعليقاتهم على الأبواب أو ما اندرج تحتها من أدلة.

٩ - لم يحتجَّ السلف بغير الصحيح من الروايات واطرحوا الضعيف الهالك والموضوع منها وبينوا حالها إما تصريحا وإما بإبراز أسانيدها عند إيرادها في مصنفاتهم.

١٠ - اعتمد السلف في استدلالهم على الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة، واستخدموا أنواعاً من الاستدلال وبرعوا فيها وفاقوا فيها خصومهم من أهل البدع كالاستدلال العقلي والاستلال باللغة والفطرة ونحوها من الأدلة.

١١ - تميز منهج السلف في الاستدلال والرد على المخالفين في مسائل الاعتقاد بالشمولية والاستيعاب لأنواع الأدلة والحجج المختلفة.

١٢ - برز فقه السلف وعمق فهمهم أثناء تدوينهم لمسائل الاعتقاد من خلال:

أ- تعليقات على النصوص وتراجم الأبواب.

ب- جمعهم بين الأدلة التي ظاهرها التعارض.

ت- الاستدلال العقلي.

ث- نقضهم لأصول البدع أثناء الرد عليهم.

ج- إظهارهم لتناقض أهل البدع في مصنفاتهم.

١٣ - كان للسلف أسلوب أدبي في عرض مسائل الاعتقاد ولا غرابة في ذلك فهم حملة اللغة والحجة فيها، واستفادوا هذه الروعة في البيان لاعتمادهم على نصوص الكتاب والسنة وكثرة الاطلاع عليها ومدارستها ونشرها وحفظها.

١٤ - اعتني السلف بالتدوين في العلوم كلها وكان أبرز اهتمام لهم هو فيما يخص مسائل الاعتقاد، وظهر هذا الاهتمام من خلال كثرة مصنفاتهم في علم الاعتقاد حيث بلغت ما يزيد على ثلاثمائة مصنف.

١٥ - اهتم السلف بالرد على أهل البدع حيث بلغ عدد مصنفاتهم في الرد على أهل البدع أربعة وخمسين مصنفاً.

١٦ - اهتم السلف بالنظم في مسائل الاعتقاد وبلغ عدد ما نظموه من أشعار سواء قصائد كاملة أو أبيات قليلة مفردة ما يقارب عشرين نظماً.

<<  <  ج: ص:  >  >>