للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مقابل لقوله (فَامْشُوا) بدل اشتمال من " مَنْ ". (فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) تضطرب في ذهاب ومجيء من هيبة اللَّه وشدة غضبه.

(أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ... (١٧) ريحاً فيه الحصباء والأحجار كقوم لوط، مقابل لقوله: (وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) لقوله: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ). (فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) إذا شاهدتم المنذر به.

(وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ... (١٨) قبل قريش. (فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ) إنكاري بالانتقام، وقد شاهدوا آثاره وتواتر عندهم خبر ما لم يشاهدوه.

(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ ... (١٩) باسطات أجنحتهن في الجو، فإنها إذا بسطت الأجنحة صفت القوادم. (وَيَقْبِضْنَ) لم يقل قابضات؛ لأن الطيران كالسباحة الأصل فيه المد والقبض تارة وتارة، والفعل دال على التجدد والحدوث. (مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ) بليغ الرحمة، بأن خلقها على وضع وهيئة يتمكن بها من الطيران، بأن جعل لها القوادم تشق بها الريح، والحوافي تشدها والأذناب تقيمها كما في السفن. (إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) عليم عياناً لا يخفى عليه شيء مما يدهش الفطن. وفي ذكره عقيب الخسف وإرسال الحاصب؛ إشارة إلى أن من هذا شأنه ذاك أهون شيء عنده، وإيماء إلى أن دافع العذاب عن هؤلاء مع موجباته وتكامل أسبابه منهم إنما هو تلك الرحمة البالغة التي أمسكت الطير في الهواء.

(أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ ... (٢٠) متعلق بحديث الخسف؛ لأن قوله: (وَلَقَدْ كَذَّبَ) اعتراض يشد من عضد التحذير، وكذا قوله: (أَوَلَمْ

<<  <   >  >>