للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرأ حمزة وأبو بكر بالاستفهام، إنكاراً لطاعته له لكونه ذا مال، وكذا ابن عامر. إلا أنه سهل الثانية بزيادة ألف بينهما. لهشام ولابن ذكوان بين بين.

(سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (١٦) الوجه أشرف الأعضاء، وأشرف أجزائه الأنف. والعرب على أن الشرف يظهر في الأنف، يقولون: " فلان به شمم " و "القوم شم العرانين "، وفي وصفه - صلى الله عليه وسلم -: " أشم العرنين "، فالكَيُّ على الأنف إهانة وإذلال. يجوز أن يكون حقيقة. أو كناية عن الإذلال، والتعبير عنه بالخرطوم زيادة تشويه؛ لأنه لا يستعمل إلا في الفيل أو الخنزير. وما قيل: أنه خطم يوم بدر فبقي سمة على خرطومه سهو؛ لأن الوليد مات قبل بدر، وأبعد منه ما نقل عن النضر بن شميل أن الخرطوم هو الخمر، ومعناه: سنحده على شربها.

(إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ... (١٧) أي: إنا اختبرنا أهل مكة بإرسال محمد نعمة عليهم، فلما كفروا به سلّطنا عليهم القحط، كما اختبرنا أصحاب الجنة. عن سعيد بن جبير أن هؤلاء كانوا من قرية يقال لها: صروان من قرى صنعاء وكان أبوهم ذا

<<  <   >  >>