للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سُورَةُ الْقَارِعَةِ

مكية، عشر آيات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الْقَارِعَةُ (١) مَا الْقَارِعَةُ (٢) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (٣) القرع؛ الضرب بشدة، والقارعة: من أسماء الساعة؛ لأنها تقرع الناس بالأهوال والأفزاع، أو تقرع أعداء اللَّه بالعذاب، أو لاصطكاك الأجرام العلوية والسفلية فيها. وقد بالغ في التهويل بإبهام أمرها مرتين. ولفظ القارعة أبلغ من الحاقة.

(يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (٤) يَوْمَ نُصب بما دلّ عليه القارعة. شبههم بالفراش في الكثرة والانتشار، مثله قوله: (كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ) وهذه أبلغ؛ لما في المثل: " أضعف من فِراَشَةٍ وأذَلّ وأجهل ".

(وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥) الصوف الملون المندوف؛ لأن الجبال بيض وحمر وغرابيب سود.

(فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (٦) ترجحت مقادير حسناته. روى البخاري بسنده أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: " ينشر للمؤمن صحائف سيئاته ثلاثمائة صحيفة، كل منها مد بصره، ثم

<<  <   >  >>