للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«يعكفون» من قوله تعالى: فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ (١).

قرأ «حمزة، والكسائي» وخلف العاشر بخلف عن «ادريس» «يعكفون» بكسر الكاف، وهي لغة «أسد».

ونحن اذا ما علمنا ان كلا من «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» يمثل

قراءة الكوفة، ادركنا السر في قراءتهم، حيث انها كانت متمشية مع لهجة «أسد» اذ نزح البعض من قبيلة «أسد» الى الكوفة.

وقرأ باقي القراء العشرة «يعكفون» بضم الكاف، وهو الوجه الثاني عن «ادريس» وهذه القراءة لغة بقية العرب (٢).

ونحن اذا ما انعمنا النظر في هاتين القراءتين وجدناهما ترجعان الى اصل الاشتقاق.

حيث ان القراءة الاولى من «عكف يعكف» بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع مثل «ضرب يضرب».

والقراءة الثانية من «عكف يعكف» بفتح العين في الماضي، وضمها في المضارع، مثل: «نصر، ينصر».

يقال: عكف على الشيء، بمعنى اقام عليه.

والعكوف: الاقبال على الشيء، وملازمته على سبيل التعظيم له.

والاعتكاف في الشرع. هو الاحتباس في المسجد على سبيل القربة.

ويقال: عكفته على كذا، اي حبسته عليه (٣).

ويقال: «عكف» على الشيء «عكوفا» و «وعكفا» من بابي: «قعد وضرب»: لازمه، وواظبه.


(١) سورة الاعراف الآية ١٣٨.
(٢) قال ابن الجزري: يعكف اكسر ضمه شنا وعن ادريس خلفه انظر النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٧٩.
والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ٢٥٠.
والمستنير في تخريج القراءات ح ١ ص ٢٣٦.
(٣) انظر: المفردات في غريب القرآن ص ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>