للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرأ «الكسائي» «لتزول» بفتح اللام الأولى، ورفع الثانية، على أن «ان» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، أي «وانه» واللام الأولى هي الفارقة بين «ان» المخففة، والنافية، والفعل مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، و «منه» متعلق ب «لتزول» و «الجبال» فاعل، وجملة «لتزول منه الجبال» في محل نصب خبر «كان» والجملة من «كان» واسمها وخبرها في محل رفع خبر «ان» المخففة من الثقيلة.

وقرأ الباقون «لتزول» بكسر اللام الأولى، ونصب الثانية، على أن «ان» نافية بمعنى «ما» واللام لام الجحود، والفعل منصوب بعدها «بأن» مضمرة (١).

يقال: زال الشيء يزول، زوالا: فارق طريقته جانحا عنه.

والزوال، يقال في شيء قد كان ثابتا قبل (٢).

وأما ورود «اللام» على أنها للجر- وللابتداء في أسلوب واحد فانه يتمثل في قراءات الكلمة الآتية فقط:

«لما» من قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ (٣).

قرأ «حمزة» «لما» بكسر اللام، على أنها لام الجر متعلقة «بأخذ» وما مصدرية، والتقدير: اذكر يا محمد وقت أن أخذ اللَّه الميثاق على الأنبياء السابقين، لايتائه إياهم الكتاب والحكمة الخ.

وقرأ الباقون «لما» بفتح اللام، على أنها لام الابتداء وما موصولة والعائد محذوف، والتقدير: اذكر يا محمد وقت أن أخذ اللَّه الميثاق على


(١) قال ابن الجزري: وافتح لتزول ارفع رما انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ١٣٧. والكشف عن وجوه القراءات ج ٢ ص ٢٧ - ٢٨. والمهذب في القراءات العشر ج ١ ص ٣٥٩.
(٢) انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «زال» ص ٢١٧.
(٣) سورة آل عمران آية ٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>