للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو المسيح عليه السلام {فنادته الملائكة وهو قائمٌ يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمةٍ من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين} (آل عمران: ٣٩).

وفي آيات أخر وصف المسيح بأنه كلمة مخلوقة: {إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمةٍ منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين - ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين - قالت رب أنى يكون لي ولدٌ ولم يمسسني بشرٌ قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون} (آل عمران:٤٥ - ٤٧) فصرحت الآيات أنه كلمة من الله وأنه مخلوق، فهل ينطبق هذا على عقل الله الناطق الذي يسمونه بالكلمة (اللوغس).

وسبب اختصاص المسيح بهذا الاسم الكريم أنه ليس للمسيح سبب بشري قريب من جهة أبيه ينسب إليه كما الناس، لذا نسب إلى سببه القريب، وهو تخليقه بكلمة الله، التي تخلّق وفق أمرها.

وقد يكون المقصود أنه يحمل كلمة الله، كما في العهد الجديد: " وكانت كلمة الله تنمو، وعدد التلاميذ يتكاثر جداً " (أعمال ٦/ ٧)، ومثله قوله: "وإذ كان الجمع يزدحم عليه ليسمع كلمة الله " (لوقا ٥/ ١).

وأما قوله {فنفخنا فيه من روحنا} فالمراد بالروح منه جبريل - عليه السلام -، كما سماه الله عز وجل في آية أخرى: {قل نزله روح القدس من ربك بالحق} (النحل: ١٠٢).

وقد تمثل جبريل (روح الله) للعذراء البتول في صورة رجل {فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً} (مريم: ١٧)، فنفخ في درعها، فسرى المسيح في أحشائها، فالمسيح خلق بنفحة منه {فنفحنا فيها من روحنا} (الأنبياء: ٩١).

وهذا المعنى هو ما ورد في حق آدم أيضاً {ونفخت فيه من روحي} (الحجر: ٢٩)

<<  <   >  >>