للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولعل من أهم نصوص الحلول المزعوم قول المسيح: "أنا والآب واحد" (يوحنا ١٠/ ٣٠)، وقوله: "من رآني فقد رأى الآب" (يوحنا ١٤/ ٩)، فهل يدل النصان على ألوهية المسيح؟

[أ. قول المسيح: "أنا والآب واحد"]

القول المنسوب إلى المسيح: "أنا والآب واحد" أهم ما يتعلق فيه أولئك الذين يقولون بألوهية المسيح، وقد فهموا منه وحدة حقيقية جهر بها المسيح أمام اليهود، وفهموا منه أنه يعني الألوهية لذاته.

ولفهم النص نعود فنقرأ السياق من أوله، فنرى بأن المسيح - عليه السلام - كان يتمشى في رواق سليمان في عيد التجديد، فأحاط به اليهود وقالوا: "إلى متى تعلق أنفسنا؟ إن كنت أنت المسيح فقل لنا جهراً.

أجابهم يسوع: إني قلت لكم ولستم تؤمنون. الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي هي تشهد لي، ولكنكم لستم تؤمنون، لأنكم لستم من خرافي كما قلت لكم: خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي، أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي، أنا والآب واحد" (يوحنا١٠/ ٢٤ - ٣٠).

فالنص من أوله يتحدث عن قضية معنوية مجازية (١)، فخراف المسيح أي تلاميذه يتبعونه، فيعطيهم الحياة الأبدية، أي الجنة، ولن يستطيع أحد أن يخطفها منه (أي يبعدها عن طريقه وهدايته) لأنها هبة الله التي أعطاه إياها، ولا يستطيع أحد أن يسلبها


(١) يرى القس جيمس أنِس أنه ينبغي أن تفسر النصوص تفسيراً مجازياً إذا كان في سفر مملوء بالاستعارات التي لا تصح فيها التفسيرات الحرفية، فكيف الحال والإصحاح بين أيدينا يتحدث عن معان مجازية. انظر: علم اللاهوت النظامي، جيمس أنس، ص (٧١٣).

<<  <   >  >>