للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وضيقه وظلمته، وليس المراد الصدر الجسدي، بل المراد الصدر المعنوي {وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ} (الشعراء: ١٣)، {أفمن شرح الله صدره للإسلام} (الزمر: ٢٢)، {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} (الشرح: ١)، {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم} (الأعراف: ٤٣) {قُل كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ} (الإسراء: ٤٩ - ٥٠) {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} (النمل: ٧٤)، فكل هذا حديث عن الصدر المعنوي لا التجويف المسمى بالقفص الصدري.

وجاءت نصوص قرآنية ونبوية تجمع بين الصدر المعنوي والقلب المعنوي، منها قول الله: {مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ الله وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (النحل: ١٠٦).

ومثله قوله: {وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَالله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (آل عمران: ١٥٤)، ومثله قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر» (١).

وهكذا تبين أن القرآن حين تحدث عن حواس الإنسان فإنما قصد البُعد الإيماني المعنوي لها، وكذلك نسب التحكم فيها إلى القلب والصدر الإيماني المعنوي، لا الحسي، فثبت بذلك صدق القرآن، وتبين فساد هذه الأبطولة من أباطيل المرجفين.


(١) أخرجه أحمد ح (١٧٥٤٠).

<<  <   >  >>