للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الشيخ الأديب الأستاذ

أبو بكر يحيى ابن محمد ابن بقي

رحمه الله

رب الصنعة ومالكها، وناهج الطريقة المثلى وسالكها، جاء على قدر، وأخذ نفسه بورد البدائع وصدر، فنظم درها أسلاكا وأدار نحو الإحسان أفلاكا، اكثر فأجاد. وتقلد ذلك الصارم المحلي والنجاد، بما اخترع فيه من الشعر وابتدع فما نكل عن عجز ولا ارتدع وكثرة توشيحه وإحسانه في تنميق الكلام وتوشيحه، دل على اتساع ذرعه في المحاسن وركوب جادته، وجودة تصوره للمعاني ووفور مادته وله شعر أجاد فيه التشبيه والتعريف والتنبيه، وهاك من توشيحه ما يطلع زهرا وينفح بروض الإحسان زهرا. فمن ذلك قوله:

حيتك أربع هن العمر ... ظل وماء والمدام والوتر

أجل جفونك في لألاء ... سنا الزجاجة بالصهباء

ضدان من أعجب الأشياء ... لهيب نار في كأس ماء

من الحباب عليها شرر ... لها جلاء في النفوس معتبر

بمهجتي شادن تياه ... من نور شمس الضحى مراءه

من ذكره تعذب الأفواه ... قد جردت للورى عيناه

<<  <   >  >>