للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[سورة الأعراف]

وتذّكّرون الغيب زد قبل تائه ... كريما وخفّ الذّال كم شرفا علا

أمر للمشار إليه بالكاف من قوله كريما وهو ابن عامر بزيادة ياء الغيب المثناة تحت قبل تاء تذكرون فتصير قراءته قليلا ما يتذكرون وقراءة الباقين قليلا ما تذكرون بحذف

الزيادة، ثم أخبر أن المشار إليهم بالكاف والشين والعين في قوله: كم شرفا علا وهم ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص قرءوه بتخفيف الذال فتعين للباقين القراءة بتشديدها فإن قيل قد تقدم في سورة الأنعام في قوله: وتذكرون الكل خف على شذا أن حفصا وحمزة والكسائي قرءوا تذكرون بالتخفيف حيث جاء ومعلوم أن الذال مع حرف الغيب لا تكون إلا خفيفة قيل إنما أعاد الكلام هنا لأجل زيادة ابن عامر معهم على تخفيف الذال وهنا زيادة فائدة لم يتقدم النص عليها لأنه لم يذكر فيما تقدم الحرف الذي يقع فيه التخفيف هناك وهنا عينه بأن الذال لأنه قد تقدم أن التقييد في تذكرون إذا كان في أوله تاء واحدة غير مصاحبة لياء الغيب فاحتاج إلى النص عليه فتحصل فيها هنا ثلاث قراءات ابن عامر يتذكرون بزيادة الياء على التاء وتخفيف الذال وحمزة والكسائي وحفص تذكرون بحذف الزيادة مع تخفيف الذال والباقون بحذف الزيادة وتشديد الذال.

مع الزّخرف اعكس تخرجون بفتحة ... وضمّ وأولي الرّوم شافيه مثّلا

بخلف مضى في الرّوم لا يخرجون في ... رضا ولباس الرّفع في حقّ نهشلا

اعلم أنه يروى في النظم تخرجون بضم التاء وفتح الراء مبنيا للمفعول ويروى تخرجون بفتح التاء وضم الراء مبنيا للفاعل عكس ما تقدم فإذا نطقنا به مبنيا للفاعل فنكون قد نطقنا بقراءة المرموز لهم ثم نعكسها للمسكوت عنهم وإذا نطقنا به على رواية البناء للمفعول فنكون قد نطقنا بقراءة المسكوت عنهم ثم نعكسها للمرموز لهم. ومعنى اعكس قدم الفتحة وأخر الضمة وضده ترك العكس فتبقى الفتحة متأخرة والضمة متقدمة أمر بعكس الحركات للمشار إليهم بالشين والميم في قوله شافيه مثلا وهم حمزة والكسائي وابن ذكوان قرءوا وَمِنْها تُخْرَجُونَ [الأعراف: ٢٥]، يا بَنِي آدَمَ [الروم: ١٩]، هنا وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ [الروم: ٢٤]، ومن آياته وهو الأول من الروم وبَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ [الزخرف: ١١] بفتح التاء وضم الراء فتعين للباقين القراءة بضم التاء وفتح الراء ثم قال بخلف مضى في الروم أخبر أن المشار إليه بالميم

<<  <   >  >>