للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما لا يصح نقل الحركة إليه منها وقد تقدم أنه الألف على الإطلاق وحرفا المد واللين الزائدان وكلامه في هذا البيت في حكم الهمز الواقع بعد الألف في وسط الكلمة الذي لا يصح نقل حركته إلى الألف فأخبر أن حكمه التسهيل فإن كان مفتوحا سهل بين الهمزة والألف وإن كان مضموما سهل بين الهمزة والواو وإن كان مكسورا سهل بين الهمزة والياء

وذلك نحو «جاءهم وآباءهم وآباؤهم وآباؤكم ونساؤكم، وبأسمائهم، ولآبائهم، وغثاء، ودعاء، ونداء لأن الهمز في هذا متوسط لأجل لزوم الألف التي هي عوض من التنوين»، وقوله: سوى أنه معناه أن حمزة سهل الهمز المتحرك الجاري أي الواقع من بعد الألف مهما توسط مدخلا أي محلا ولا فرق في هذا الضرب بين ألف زائدة أو مبدلة من حرف أصلي ولذلك قال من بعد ألف جرى فأطلق وإذا سهلت الهمزة بعد الألف إن شئت مددت وإن شئت قصرت لأن الألف حرف مد قبل همز مغير. ثم ذكر المتطرفة فقال:

ويبدله مهما تطرّف مثله ... ويقصر أو يمضي على المدّ أطولا

كلامه في هذا البيت في حكم الهمز الواقع بعد الألف في طرف الكلمة التي لا يصح نقل حركته إلى الألف وذلك نحو جاء وشاء والسماء والماء والعلماء والسراء والضراء، فأخبر الناظم أن حمزة يبدله فقوله ويبدله مهما تطرف مثله أي مثل الألف ألفا والهاء في مثله تعود على الألف في قوله في البيت الذي قبل هذا من بعد ما ألف جرى وقوله ويقصر إلخ يعني أن الهمزة المتطرفة إذا سكنت للوقف أبدل منها ألفا وألف قبلها فاجتمع ألفان، فإما أن تحذف إحداهما فتقصر أي إن قدرنا أن المحذوف هي الأولى بقرينة ما يأتي ولا تمد أو تبقيهما لأن الوقف يحتمل اجتماع ساكنين فتمد مدا طويلا، ويجوز أن يكون متوسطا لقوله في باب المد والقصر وعند سكون الوقف وجهان أصلاه وهذا من ذلك، ويجوز أن تمد على تقدير حذف الثانية لأن حرف المد موجود والهمزة منوية فهو حرف مد قبل همز مغير، وإن قدر حذف الألف الأولى فلا مدّ والمد هو الأوجه وبه ورد النص عن حمزة من طريق خلف وغيره، وهذا كله مبني على الوقف بالسكون، فإن وقف بالروم كما سيأتي في آخر الباب فله حكم آخر، وإن وقف على اتباع الرسم أسقط الهمزة فيقف على الألف التي قبلها فلا يمد أصلا.

ويدغم فيه الواو والياء مبدلا ... إذا زيدتا من قبل حتى يفصّلا

لما انقضى كلامه في حكم الهمزة الواقعة بعد الألف انتقل إلى الكلام في حكم الهمزة الواقعة بعد الواو المضموم ما قبلها والهمزة الواقعة بعد الياء المكسور ما قبلها إذا كانتا زائدتين نحو «قروء وخطيئة وبريء والنسيء وهنيئا ومريئا فأخبر أن حمزة يبدل الهمزة الواقعة بعد الواو المذكورة واوا ويدغم الواو الزائدة في الواو المبدلة ويبدل الهمزة الواقعة بعد الياء المذكورة ياء ويدغم الياء الزائدة في الياء المبدلة وقوله: حتى يفصلا معناه حتى يفرق بين الزائد والأصلي فإن الواو والياء الأصليتين تنقل إليهما الحركة ويعرف الزائد من الأصلي بأن الزائد ليس بفاء الكلمة ولا عينها ولا لامها بل يقع ذلك بين ذلك وفي هذه الكلمات وقع بين العين واللام لأن قروء فعول وخطيئة فعيلة وبريء والنسيء فعيل وهنيئا ومريئا فعيلا والأصلي بخلافه نحو «هيئة، وشيء»، لأن وزنهما فعلة وفعل فهذا النوع تنقل

<<  <   >  >>