للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبها أدرك أمانيه، ووجد تجرّده للعلم وفراغه، وتفرّد بتلك الإراغة ولا سيّما كتابه المُسمَّى بالمُحْكَم فإنه أبدعُ كتاب وأحكم، ولمّا مات الموفّق رائش جناحه ومثّبت غرره وأوضاحه، خاف من أبنه إقبال الدولة، وأطاف به مكروهاً بعض من كان حوله، فناشته للطّلب حَيَّات مساورة، ففرّ إلى بعض الأعمال المجاورة وكتب إليه منها مستعطفاً:

ألا هَلْ إلى تَقْبيل راحتِكَ اليُمْنَى ... سَبِيلٌ فإنَّ الأمْنَ في ذاك واليُمْنَا

فتنضى هموم طَلَّحَتُهُ خُطُوبُها ... ولا غارباً يُبْقِينَ ولا مَتْنَا

غَريبٌ نَأى أهْلُوه عنه وشَفّه ... هواهم فَأمْسَى لا يقرُّ ولا يَهْنَا

فيا ملك الأملاك إنّي مُحَلأٌّ ... عَن الورْدِ لا عنه أُذَاذُ ولا أُدْنَى

تَحقَّقْتُ مكروهاً فأقبلتُ شاكياً ... لَعَمْري أمأذونٌ لِعَبْدكَ أن يُعْنَى

<<  <   >  >>