للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقام مقال، وليس بعد الحق إلاّ الضّلال، وإنّي قمت في مقام كريم، بين يدي ملك عظيم، فأصغوا إليّ بأسماعكم، وألقنوا عليّ بأفئدتكم معاشر الملأ: إن من الحقّ أن يُقال للمُحقّ صدقتَ، وللمُبطل كذبتَ، وإن الجليل تعالى في سمائه وتقدّس بصفاته وأسمائه، أمر كليمه موسى صلى الله على نبيّنا وعليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين أن يذكّر قومه بنعم الله عز وجل عندهم، وأنا أذكّركم نعم الله تعالى عليكم وتلافيه لكم بخلافة أمير المؤمنين التي أمَّنت سِربكم، ورَفعت خوفكم، وكنتم قليلاً فكثركم، ومُستَضعفين فقوّاكم، ومستذلّين فنصركم، ولاّه الله رعايتكم وأسنَد إليه إمامتكم، أيام ضربت الفِتنَة سُرادقها على الآفاق، وأحاطت بكم تُشعل النّفاق حتى صِرتم في مثل حَدقَةٍ البعير، مع ضيق الحال ونَكدِ العيش والتّغيير فاستُبدِلتُم بخلافته من الشدَّة بالرّخاء، وانتقلتم بيُمن سياسته إلى كنف العافية بعد استيطان البلاء، ناشدتكم الله يا معشر الملأ ألم تكن الدماء مسفوكةً فأمنها، والأموال منتهبة فأحرزَها

وحصّنها؟ ألم تكن البلاد خراباً فعمَّرها، وثغور المسلمين مُهتضمةً فحماها ونصرها؟ فاذكروا آلاء الله

<<  <   >  >>