للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب - نصب المفعولين تقديراً

يأتي نصب المفعولين تقديراً في ثلاثة مواضع:

أحدُها - أن يكون المبتدأ والخبر مفسّراً لضمير الشأن.

- مثال: ظننته زيد منطلق.

ظننت أي الشأن والأمر، فالجملة بعده في موضع نصب لوقوعها موقع المفعول الثاني كما كان ذلك خبر في خبر (كان).

الثاني - أن يكون المفعول الأوَّل استفهاماً.

- مثال: قوله تعالى {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً}. (١٨)

فالجملة في موضع نصب ولم يعمل الظن في لفظ الاستقهام لأنَّ الاستفهام له صدر الكلام.

الثالث - أن تدخل لام الابتداء على المفعول الأوَّل.

- مثال: علمت لزيد منطلق.

ولا يجوز هنا غير الرفع لأن الفعل وإن كان مقدَّماً عاملاً لكنه ضعيف إذ كان من أفعال القلب، والغرض منه ثبوت الشك أو العلم في الخبر، ومن هنا أشبهت هذه الأفعال الحروف لأنَّها أفادت معنى في غيرها واللامُ وإنْ لم تكن عاملة ولكنها قويت بشيئين:

أحدهما - لزوم تصدرها كما لزم تصدُّر الاستفهام والنفي.

الثاني - أنَّها مختصّة بالمبتدأ ومحقِّقة له.

وإذا كانت اللام أقوى من هذا الفعل في باب الابتداء وكانت الجملة التي دخلت عليها هذه الأفعال مبتدأ وخبرا في الأصل لزم أن يمنع من عمل ما قبلها فيما بعدها لفظا ولهذا كسرت (إنّ) لوقوع اللام في الخبر وهذا مع أنَّها لم تتصدَّر.


(١٨) الكهف١٢

<<  <   >  >>