للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَحدها - تقديمُ العلة (وهي: لأَن كنت منطلقاً) على المعلول (

وهي: انطلقت) وفائدة ذلك: الدلالةُ على الاختصاص.

الثاني - حذفُ لام العلة، وفائدة ذلك الاختصار.

الثالث - حذفُ كان، وفائدته أَيضاً الاختصار.

الرابع - انفصال الضمير، وذلك لازمٌ عن حذف كان.

الخامس - وجوبُ زيادة ما، وذلك لإِرادة التعويض.

السادس - إِدغام النون في الميم، وذلك لتقارب الحرفين مع سكون

الأول، وكونهما في كلمتين.

ثم حذفت كان اختصارا أيضا فانفصل الضمير، فصار: أن أنت ثم زيد ما عوضا، فصارت: أن ما أنت، ثم أدغمت النون في الميم فصار: أما أنت. (٢٣٠)

يقول ابن مالك:

وبعد أن تعويض ما عنها ارتكب ... كمثل أما أنت برا فاقترب

ذكر ابن مالك في هذا البيت أن: كان تحذف بعد أن المصدرية ويعوض عنها ما ويبقى اسمها وخبرها نحو أما أنت برا فاقترب والأصل أن كنت برا فاقترب فحذفت كان فانفصل الضمير المتصل بها وهو التاء فصار أن أنت برا ثم أتى بما عوضا عن كان فصار: أن ما أنت برا، ثم أدغمت النون في الميم فصار: أما أنت برا. (٢٣١)

ومن شواهد هذه المسألة قولُ العباس بن مرداس:

أَبَا خُرَاشَةَ أَمَّا أَنْتَ ذَا نَفَرٍ ... فَإِنَّ قَوْمِيَ لَمْ تَأكُلُهُمُ الضَّبُعُ

ف - (أن) مصدرية وما زائدة عوضا عن كان وأنت اسم كان المحذوفة وذا نفر خبرها ولا يجوز الجمع بين ... العوض والمعوض. (٢٣٢)


(٢٣٠) شرح قطر الندى ... ج ١ص ١٣٩
(٢٣١) شرح ابن عقيل ... ج ١ ص ٢٩٦
(٢٣٢) شرح شذور الذهب ج ١ ص ٢٤٢، شرح ابن عقيل ج

<<  <   >  >>