للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاسدة بعد أن يكون بإذن؛ فعلى ذلك الأول يحتمل ما ذكرنا.

وفيه دلالة أن أهل الكفر لا يؤاخذون بالأفعال التي كانت لهم في الكفر، ولا ما كانوا تركوا من العبادات؛ لما ليست عليهم، إنما يؤاخذون بالاعتقاد.

وقوله: (وَاتَّقُوا اللَّهَ).

فيما أمركم به ونهاكم عنه فلا تعصوه.

(إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

لمن تاب ورجع عما فعل.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧٠) قال عامة أهل التأويل: إن الآية نزلت في العباس بن عبد المطلب وأصحابه، وكذلك يقول ابن عَبَّاسٍ: قالوا للنبي: آمنا بما جئت به، ونشهد إنك رسول اللَّه؛ فنزل: (إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا)، أي: إن يعلم اللَّه اعتقاد الإيمان والتصديق له في قلوبكم، (يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ)، أي: إيمانا وتصديقًا، فيخلف عليكم خيرًا مما أصيب عليكم.

لكنها فيه وفي غيره: من فعل مثل فعله فهو في ذلك سواء، يكون له من الموعود الذي ذكر ما يكون له.

وقوله: (إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا).

وهو الإيمان الذي علم أنهم اعتقدوا في قلوبهم.

وقوله: (يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ).

أي: آتاكم خيرًا - وهو الإيمان - مما أخذ منكم من المال الذي ذكر في القصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>