للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثانية: ولاية نفسانية، وهي الولاية التي تكون في الأنفس والأموال؛ من نحو ولاية النكاح والميراث وغيره، فهذه الولاية هي الولاية النفسانية التي كانت بالرحم والنسب، فإذا اجتمعوا في دين واحد وجبت تلك الولاية لهم؛ وهي الولاية نفسها.

والولاية الروحانية هي المودة والمحبة، فيجب مراعاتها بالدِّين وتعاهدها، وهذا كما تقول: حياة روحانية وحياة جسدانية، والحياة الروحانية: هي العلم والآداب، يرى أشياء ويعرفها من بعد الحياة الجسدانية: وهي الروح الذي به يحيا الجسد، وبذهابه يموت الجسد، واللَّه أعلم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ).

يحتمل المعروف: الذي توجبه العقول، وهو التوحيد لله والإيمان به.

(وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ).

أي: ينهون عما ينكر بالعقول؛ وهو الشرك باللَّه والتكذيب له.

وهذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو فيما بين الكفرة، يأمرهم المؤمنون بذلك، ويدعونهم إلى ذلك، وينهونهم عن ضد ذلك.

وإن كان فيما بين المؤمنين فهو أمر شرع ونهي شرع، يأمر بعضهم بعضًا بما جاء به الشرع، وينهاه عما لم يجئ به الشرع.

أو يأمر بعضهم بعضًا بكل خير وبز، وينهى عن كل شرّ ومعصية.

(وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) في كل أمره ونهيه.

(أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ) وعد أنه يرحمهم.

(إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

قيل: (عَزِيزٌ) ترى آثار عزه في كل شيء، (حَكِيمٌ): ترى آثار حكمته وتدبيره في كل شيء.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٧٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>