للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقَالَ بَعْضُهُمْ: قوله: (ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً) أي؛ لا يكبر عليكم أمركم.

وقال الكسائي: هو من التغطية واللبس، أي: لا تغطوه ولا تلبسوه، اجعلوا كلمتكم ظاهرة واحدة.

وعن ابن عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: " لا يكن أمركم اغتماما عليكم "، أي: فرجوا عن أنفسكم؛ كقوله: (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ. . .) الآية.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ) أي: اعملوا بي ما تريدون ولا تنظرون؛ وهو كقوله: (فَاقضِ مَا أَنتَ قَاضٍ).

وقال الكسائي: هو من الإنهاء والإبلاع؛ وهو كقوله: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ. . .) الآية، (وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ) أي: أنهينا إليه وأبلغنا إليه.

وقال أَبُو عَوْسَجَةَ: إن شئت جعلتها ظلمة فلا يبصرون أمرهم يعني غمَّة، وإن شئت جعلتها شكا واشتقاق الغمة، من غم يغم غما أي غطى يغطي، تقول: غممت رأسه أي غطيته، (ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ) أي: افعلوا بي ما أردتم وفي قول نوح لقومه: (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ. . .) إلى قوله: (وَلَا تُنْظِرُونِ)، وقول هود: (فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ) وقول رسول اللَّه: (قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ) دلالة إثبات رسالتهم؛ لأنهم قالوا ذلك لقومهم وهم بين أظهرهم، ولم يكن معهم أنصار ولا أعوان؛ دل أنهم إنما قالوا ذلك اعتمادًا على اللَّه واتكالا بمعونته ونصرته إياهم.

وقَالَ بَعْضُهُمْ في قوله: (ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ) أي: فافرغوا إليَّ يقال " قضى " فرغ، وهو قول أبي بكر الأصم.

<<  <  ج: ص:  >  >>