للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإما للذكر بعد الوفاة.

وكذلك الأموال يطلب منها ما ذكرنا:

الانتفاع بها في حال الحياة.

وإما للمعونة على الأعداء.

أو الذكر بعد الموت؛ لخيرات يتركونها، فإذا صرفوها إلى ما أمرهم إبليس أشركوه فيها، ومشاركته إياهم في الأموال هي أن يأمرهم ويدعوهم إلى اكتساب ما يحرم، والإنفاق فيما لا يحل وفي الأولاد، وكذلك يأمرهم بالمعصية، ويدعوهم إليه فيطيعونه ويجيبونه في ذلك، فذلك - واللَّه أعلم - مشاركته.

وقوله - عَزَّ وَجَلََّّ -: (وَعِدْهُمْ).

قال عامة أهل التأويل: أي: وعدهم أن لا جنة، ولا نار، ولا بعث، لكن يعدهم بخلاف ما وعد اللَّه، وخوفهم على ضد ما خوفهم اللَّه: ما كان من اللَّه لهم وعد رجاء يكون منه وعد خوف، وما كان من اللَّه وعد خوف، لكون منه وعد رجاء؛ وهو ما قال: (إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ): أخبر أن ما وعد هو قد أخلف، فذلك تأويل قوله:

(وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا)، أي: كذبًا وباطلًا؛ لأنه يخرج كله على خلاف ما وعد.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا (٦٥)

يحتمل قوله: (سُلْطَانٌ) وجوهًا ثلاثة:

أحدها: القدرة والقهر.

والثاني: في الحجة والبرهان.

والثالث: الولاية.

فأما القدرة والقهر: فليس له عليهم ذلك؛ لأنه لم يجعل له قدرة القهر عليهم شاءوا أو أبوا، وكذلك ليس له عليهم الحجة فيما يدعوهم إليه ويأمرهم به، كقوله يوم القيامة حيت يقول: (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ. . .) الآية.

وأمَّا سلطان الولاية فإن له ذلك على من اختار اتباعه وتوليه؛ كقوله: (إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ)، وقوله: (إِنَّ عِبَادِي) المخلصين الذين أخلصوا

<<  <  ج: ص:  >  >>