للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي بعض الأخبار: أنه قال عند نزول هذه الآية: " إني أرسلت إلى الناس عامة، وأرسلت إليكم يا بني هاشم وبني عبد المطلب خاصة "، وهم الأقربون وهما أخوان ابنا عبد مناف.

وعن الحسن قال: ذكر لنا أن رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - جمع أهل بيته قبل موته فقال: " ألا إن لي عملي ولكم عملكم، ألا إني لا أملك لكم من اللَّه شيئًا، ألا إن أوليائي منكم المتقون، ألا لا أعرفنكم يوم القيامة تأتونني بالدنيا تحملونها على رقابكم، ويأتيني الناس بالآخرة ".

وعن قتادة ذكر لنا أن رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - بات ليلة على الصفا يفخذ عشيرته فخذا فخذا يدعوهم إلى اللَّه، قال في ذلك المشركون. لقد بات هذا الرجل يهوِّت منذ الليلة.

يقول يصيح، فأنزل اللَّه في ذلك: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى) الآية.

ومعنى التخصيص في إنذاره عشيرته في هذه الآية يحتمل وجهين - وإن كانوا داخلين في جملة إنذار الناس جميعًا في قوله: (لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) إذ هم من العالمين -:

أحدهما: جائز أن يكونوا هم يطمعون شفاعة رسول اللَّه يوم القيامة، وإن لم يطيعوه ولم يجيبوه إلى ما يدعوهم إليه؛ على ما روي عنه أنه قال: " كل نسب وسبب منقطع يومئذ إلا نسبي وسببي "، فيشبه أن يكونوا يطمعون شفاعته يومئذ - وإن خالفوه بحق القرابة والوصلة - ما لا يطمع ذلك غيرهم من الناس إلا بالطاعة والإجابة، فأمره أن ينذرهم؛ لئلا يكلوا إلى شفاعته، ولكن احتالوا حيلتهم بالطاعة والعمل لما يأمر، وهو ما ذكر في الأخبار التي ذكرنا: " إني لا أملك لكم من اللَّه نفعًا ولا ضرًّا، ألا إن أوليائي منكم المتقون "، أخبر أن لا ولاية إذا لم يتقوا مخالفته.

والثاني [ .... ].

وقوله: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢١٥) قيل: لين جانبك لمن اتبعك من

<<  <  ج: ص:  >  >>