للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعلم قدرة ربه وسلطانه وحكمته في إنشائه أنه يستخرج ما في القبور ويحييهم.

أو يكون قوله: (أَفَلَا يَعْلَمُ)، أي: فيعلم (إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ. وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ).

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١) أي: إن ربهم يومئذ لخبير بما كان منهم في الدنيا، (وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ)، يقول: فهلا يعلم - أيضا - أنه يميز ما في الصدور، ويبين ويظهر ما فيها، لا يترك كذلك غير مميز، ولا مبين، بل يظهر ويميز، كقوله: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ).

ثم قوله: (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ)، أي: عن علم له بذلك يأخذهم، ويجزيهم بما يجزيهم.

وفي قوله - تعالى -: (وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ) دلالة أن حصول الأعمال وخلوصها وما يثاب عليها ويعاقب بالقلوب وبالنيات، لا بنفس الأعمال؛ حيث قال: (وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ).

قال أهل اللغة وأَبُو عَوْسَجَةَ: (ضَبْحًا): الضبح: صوت في الصدر؛ ضبح يضبح ضبحا، فهو ضابح.

(فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا)، أي: هيجن الغبار بحوافرهن، والنقع: الغبار، والنقوع: جماعة، (فَوَسَطْنَ) من التوسط، أي: صرن في الوسط، و (لَكَنُودٌ): كفور، (وَحُصِّلَ)، أي: اختبر؛ يقال: حصلت: أي: اختبرت.

وقَالَ بَعْضُهُمْ والْقُتَبِيّ: (وَالْعَادِيَاتِ): الخيل، والضبح: صوت حلوقها إذا عدت.

وقيل: الضبح والضبع واحد في السير؛ يقال: ضبحت الناقة، وضبعت.

(فَالْمُورِيَاتِ)، أي: أورت النار بحوافرها، والأرض الكنود: التي لا تنبت شيئا، ويقال: بعثرت، أي: قلبت، فجعل أسفلها أعلاها.

قوله تعالى: (وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ)، أي: ميز ما فيها من الخير والشر، والشك، واليقين، والله أعلم.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>