للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التعليم المختلط في الصفوف الأولية نظرات علمية (٣)]

إبراهيم بن عبد الله الأزرق

لاحظ المختصون في العقد الأخير وجود فروق في تشريح العين بين الجنسين، فالشبكية وهي الجزء المعني من العين بتحويل الضوء إلى إشارات عصبية، مقسمة إلى طبقات، طبقة تحتوي على مستقبلات الصور ( photoreceptors) ؛ نبابيت ( rods) ومخاريط ( cones) . النبابيت حساسة للأسود والأبيض، ولا ترى الألوان، والمخاريط حساسة للألوان. ترسل النبابيت والمخاريط إشاراتهما للطبقة التالية؛ طبقة الخلايا العقدية ( ganglion cells) . المختصون يعلمون منذ عقود أن هذه الخلايا بعضها كبير ( Magnocellular) ، والآخر صغير ( Parvocellular) ، وأغلب الدراسات التي تتناول هذا الموضوع تشير إليهما بالرمزين M, P. وظائف كل من M و P مختلفة تمام الاختلاف؛ فالخلايا M وهي الجزء الذي يتعرف على الحركة، متصلة بصورة أساسية بالنبابيت، وتأتيها بعض البيانات من المخاريط، ونظراً لكونها منتشرة في كل الشبكية فإن بإمكانك أن ترى أي جسيم في كل المجال البصري. اعتبر أن الخلايا M مسئولة عن الإجابة على السؤال: أين هو الآن، وإلى أين سيذهب؟

أما الخلايا P في الجنس البشري فمرتبطة بأنواع المخاريط الثلاثة، الخلايا P تتركز في مركز المجال البصري؛ الحفرة ( fovea) وما حولها، وهذه الخلايا تترجم المعلومات المتعلقة باللون والملمس، لذا يمكن اعتبارها مسئولة عن الإجابة على السؤال: ما هو؟

ترسل خلايا P معلوماتها عن طريق القسم الخاص بها من السرير البصري ( thalamus) إلى منطقة محددة من قشرة الدماغ ( cerebral cortex) متخصصة في تحليل اللون والملمس، بينما ترسل الخلايا M معلوماتها من خلال ممر منفصل لمنطقة أخرى من قشرة الدماغ متخصصة في تحليل العلاقات الفضائية ( spatial relationship) وحركة الجسم. وجد الباحثون أن كل حركة إشارة في جميع ممرات الشبكية إلى قشرة الدماغ تختلف لدى كل من الذكور والإناث، فالشبكية البشرية ممتلئة بمستقبلات هرمونات جنسية. ووجد أخصائي التشريح إدوين لفارت ( Edwin Lephart) وزملاؤه أن شبكية الذكور أسمك من شبكية الإناث، وذلك لأن شبكيات الذكور فيها عدد أكبر من الخلايا M السميكة، بخلاف الإناث اللاتي تسود عندهن الخلايا العقدية P قليلة السمك مقارنة بالأولى. لقد وجد الباحثون تبايناً بين أفراد الجنس الواحد، لكنه محدود، بينما كان التباين بين أفراد الجنسين المختلفين كبيراً، وذلك ما وجد في الحيوانات أيضاً (١). ... خلايا P ... خلايا M

مرتبطة بصورة واضحة بـ ... المخاريط ... النبابيت

متواجدة بكثرة في ... وسط الشبكية (مركز الحقل البصري) ... في كل الشبكية (كل الحقل البصري؛ الأطراف والوسط)

مهيأة لمعرفة ... اللون والملمس ... المكان، الاتجاه، والسرعة

تجيب عن السؤال ... ما هو؟ ... أين هو الآن؟ أين سيذهب؟ ما مدى سرعته؟

إسقاطها النهائي في ... القشرة الصدغية السفلى (للدماغ)

Inferior temporal cortex ... القشرة الجدارية الخلفية (للدماغ).

Posterior parietal cortex

المسيطرة عند ... الإناث ( P أكثر من M) ... الذكور ( M أكثر من P)

ومن التطبيقات تبين أثر الفروق في تشريح العين على الجنسين من الناحية التعليمية ما يلي:


(١) Sax: Why Gender Matters? pp.١٩-٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>