للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونحن هنا أمام صيغة جديدة طلب فيها أبو طالب ربط حمايته للرسول صلى الله عليه وسلم بتقييد حرية الدعوة أو التخلي عن شيء من هذا الدين. فرفض رسول الله صلى الله عليه وسلم النصرة على هذا الأساس وتخلى عنها. وتراجع أبو طالب فوافق على الحماية والمنعة بدون قيد أو شرط.

ولا بد للإشارة أن هذا الأمر تم مع بقاء أبي طالب على شركه. ونفذ تعهده كاملا. قال مقاتل: كان رسول الله عند أبي طالب يدعوه إلى الإسلام فاجتمعت قريش إلى أبي طالب يريدون بالنبي سوءا فقال أبو طالب:

حين تروح الأبل فإن حنت ناقه إلى غير فصيلها دفعته إليكم، ثم قال:

والله لن يصلوا إليك بجمعهم ... حتى أوسد في التراب دفينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة ... (وابشر وقر بذاك عيونا)

ودعوتني وزعمت أنك ناصحي ... ولقد صدقت وكنت ثم أمينا

لولا الملامة أو حذار مسبة ... لوجدتني سمحا بذاك مبينا

ورغم كفره فهو لم يباد الإسلام بسوء ووضع إمكانياته وثقله في جانب الإسلام.

[المرحلة الثالثة]

وهي التي انضم فيها بنو هاشم وبنو المطلب صفا واحدا لحماية رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنعته وذلك بدعوة رسمية وجهت لهم من أبي طالب قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري:

(إنهم أجمعوا على أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم علانية فبلغ ذلك أبا طالب فجمع بني هاشم وبني المطلب فأدخلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شعبهم ومنعوه ممن أراد قتله، فمنهم من فعل ذلك حمية ومنهم من فعل ذلك يقينا. (١)


(١) عن السيرة النبوية لعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب [ص:٩٣] ط دار العربية.

<<  <   >  >>