للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما رأيت القوم لا ود عندهم ... وقد قطعوا كل العرى والوسائل

وقد حالفوا قوما علينا أضنة ... يعضون غيظا خلفنا بالأنامل (١)

وبعد أن يعوذ برب الناس وبجبل ثور وبالبيت الحرام وبالحجر الأسود وبالمشعر الحرام وبحجيج البيت. يعلن أنه لن يتخلى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو قتلوا جميعا.

كذبتم وبيت الله نترك مكة ... ونظعن إلا أمركم في بلابل

كذبتم وبيت الله نبزى (٢) محمد ... ولما نطاعن دونه ونناضل

ونسلمه حتى نصرع دونه ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل

وينهض قوم في الحديد ...إليكم نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل (٣)

وأما سبب هذا الموقف فهو أن محمدا سيد بني هاشم وعزيز مكة.

وما ترك قوم لا أبا لك سيدا ... يحوط الذمار غير درب مواكل

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال (٤) اليتامى عصمة للأرامل

تلوذ به الهلاك من آل هاشم ... فهم عبده في رحمة وفواضل

إنها من أروع ما جادت به الأخلاق الجاهلية أن يقبل مشركو بني هاشم وبني المطلب كل هذا العذاب والجوع والخوف ثلاث سنوات متواصلات حماية لسيدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم على غير دينه.


(١) السيرة النبوية لابن هشام ١/ ٢٤٥.
(٢) نبزى: نسلب ونغلب.
(٣) الروايا: الابل تحمل الماء.
(٤) ثمال اليتامى: من يتولى أمرهم ويعنى بهم. والصلاصل: المزادات يسمع لها صلصل.

<<  <   >  >>