للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلام ثم أتى كلبا ثم بني حنيفة ثم بني عامر. وجعل يقول: من رجل يحملني إلى قومه فيمنعني حتى أبلغ رسالة ربي فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ رسالة ربي؟! هذا وأبو لهب وراءه يقول للناس: لا تسمعوا منه فإنه كذاب.

إنها دعو صريحة بطلب الحماية من القبائل العربية لتبليغ دعوة الله عز وجل.

ويفهم من هذه الدعوة أنه ليس من الضروري أن تسلم القبيلة. إنما المطلوب أن تؤمن الحماية اللازمة له لتبليغ دعو الله عز وجل. كما أن الذين هيؤوا له الحماية من قبل لم يكونوا مؤمنين جميعا. بل كان أبو طالب على رأسهم ولم يدخل في الدين الجديد.

والقبائل التي عرض عليها الإسلام. وطلب منها النصرة في العام العاشر وبعده هي: بنو عامر وشيبان بن ثعلبة. وبنو كلب وبنو حنيفة وبنو كندة.

أما بنو حنيفة فلم يكن أقبح ردا منهم. وأما بنو كلب فقد أتى بطنا منهم. وقال: نعم. إن الله قد أحسن اسم أبيكم. فلم يقبلوا منه ما عرض عليهم. وأما بنو كندة فلم يقبلوا منه كذلك. بقي لدينا بنو عامر بن صعصعة، وبنو شيبان بن ثعلبة، وهما بيت القصيد في هذه الفقرة.

قال ابن إسحاق: ( ... وأنه أتى بني عامر بن صعصعة فدعاهم إلى الله عز وجل وعرض عليهم نفسه فقال له رجل منهم يقال له بحيرة بن فراس: والله لو أني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب. ثم قال له: أرأيت إين نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء. فقال له: أفنهدف نحورنا للعرب دونك فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا. لا حاجة لنا بأمرك. فأبوا عليه (١)


(١) المقريزي في إمتاع الأسماع.

<<  <   >  >>