للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: سواي)) (١).

ويشهد لهذا الحديث ما جاء عن أبي أمامة - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ((ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بني مثل الحيين ربيعه ومضر إنما أقول ما أقول)) (٢).

وهؤلاء الشفعاء قد يكونون من الصحابة أو من التابعين أو علماء المسلمين وصالحيها-والله اعلم-، لأن من له هذه المنزلة لابد أن يكون من تلك الطبقات رفيعة المقام.

يقول الإمام الرازي: ((إنّ جمهور الصحابة، والتابعين، وسلف المؤمنين كلهم يكونون شفعاء في ذنوب المذنبين)) (٣). ويقول العلامة المناوي: ((والشفاعة درجات فكل صنف من الأنبياء والاولياء وأهل الدين كالعابدين، والورعين والزهاد والعلماء يأخذ حظه منها على حياله. لكن شفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم - لا تشبه شفاعة غيره ... )) (٤).

وهذه الشفاعة أخروية من جهة الشافع والمشفوع له وهناك نوع آخر:-

فقد أخرج الإمام مسلم بسنده عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنه - عن النبي - رضي الله عنه - أنه قال: ((لا يموت أحد من المسلمين فيصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون أن يكونوا مائة فما فوقها فيشفعوا له ألا شفعوا فيه)) (٥).

ومن حديث أبن عباس - رضي الله عنه - مرفوعاً ((ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته اربعون رجلا لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه)) (٦).

فهذه الشفاعة هي دنيوية من ناحية الشافع وأخروية من ناحية المشفوع لهم. ويشترط في الشفعاء أن يكونوا من أهل التوحيد.

وأما شرط عدد الشافعين في الأحاديث فقد جاء في رواية "مئة" وفي رواية"اربعون"


(١) انظر تخريجه برقم (٨٥).
(٢) انظر تخريجه برقم (٨٤).
(٣) اسرار التنزيل وأنوار التأويل، الرازي ص١٠٦.وانظر بذل المجهود، السهارنفوري ١٤/ ١٣٧، والاساس السنة، سعيد الحوى٣/ ١٣٣٧.
(٤) فتح القدير٤/ ١٦٢، وانظر الحسنة والسيئة ابن تيمية١١٦، ولوامع الأنوار البهية، السفاريني ص٢١١.
(٥) انظر تخريجه برقم (٨٠).
(٦) انظر تخريجه برقم (٩١).

<<  <   >  >>