للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأخرى (١).

وكما هو معلوم من تعريف الشفاعة أنها: طلب الخير للغير، والتوسط بين أثنين فكيف نستطيع أن نخرج من هذا الإشكال؟.

أقول: الاختلاف في ألفاظ الحديث عند الرواة أمر وارد حتى بين الصحابة الكرام رضي الله عنهم فقد ينقل متن حديث يختلف عن غيره من وجه أو أكثر، و ((قد يفوت بعضهم ما عند الآخر فإذا جمع ما عند الجميع وترك ما خالف فيه الثقة الثقات وما كان فيع علة تمنع الأخذ به استقام الأمر ويبقى القرآن هو الأصل والسنة شارحة له ... )) (٢). لذا فما دام قد وردت ألفاظ أخرى للحديث وهي صحيحة كالرواية التي أخرجها الإمام مسلم (( ... شفعت الملائكة وشفع النبيون، وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خير قط ... )) (٣)، فلفظة الرحمة هي أقرب إلى معنى العفو الإلهي.

وعلى فرض صحة تلك اللفظة فيمكن حملها على أنها من قبيل المجانسة أو من قبيل (( ... .أعوذ بك منك ... .)) (٤). فكأن المعنى يصبح: أن الله يتشفع برحمته من عذابه فان قيل: فما الفرق أذن بين الرحمة في المغفرة والرحمة في الشفاعة؟ قلنا الرحمة قبل الحساب مغفرة وبعد الحساب شفاعة-والله أعلم-.


(١) انظر تخريجه برقم (٦٧).
(٢) الاساس في السنة، قسم العقائد، سعيد حوى٣/ ١٢٩٩.
(٣) انظر تخريجه برقم (١٤).
(٤) طرف من حديث عائشة رضي الله عنها، أخرجه مسلم، في الصلاة (٢٢٢).

<<  <   >  >>