للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: شفاعة القرآن والصيام:-]

أولاً: شفاعة القرآن.

لقد جاءت الأحاديث الصحيحة التي تصرح بشفاعة القرآن الكريم يوم القيامة (١)، وهذه الخصوصية للقرآن الكريم دون بقية الكتب السماوية لانه حفظ من التحريف، والتبديل قال تعالى ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) (٢)، فباعتناء الله به وحفظه له أعطي القرآن هذه المنزلة المتقدمة على بقية الكتب. ولان فيه نبأ السالفين وخبر اللاحقين، فهو ناسخ لكل الكتب الأخرى "التوراة، الانجيل، والزبور".

ومن أسباب حفظ الله تعالى لهذا الكتاب العظيم هيء له صدوراً تحفظه وعقولاً تفهمه.

إذن فالإنسان-المسلم- هو من اسباب حفظ القرآن، والانسان مجبول على المحسوسات والمرغبات فكان لابد من ترغيبه في حفظ القرآن الكريم وتلاوته .. وهكذا

وقد وردت أحاديث تخبر ان القرآن يشفع ويحاجج عن صاحبه وقد وردت الاثار بعضها يتكلم عن شفاعة القرآن كله وبعضها عن سور متفرقة لذا إرتايت ان اقسمها على النحو الاتي:

١ - الاثار الواردة في شفاعة كل القرآن:

أخرج الإمام أحمد بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان)) (٣).

وأخرج إبن حبان بسنده عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((القرآن شافع مشفع وما حل مُصّدق من جعله امامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار)) (٤).


(١) انظر فيض القدير، المناوي٢/ ٤٥٣.
(٢) الحجر/٩.
(٣) انظر تخريجه برقم (١١٨).
(٤) انظر تخريجه برقم (١٢٣).

<<  <   >  >>