للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خوطبوا: ((لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ... )) (١).

وحق لمن وضع الله يده فوق ايديهم (٢) قال تعالى: ((يد الله فوق ايديهم)) (٣) ألا يبايعوا بعدها احداً فقد أخرج البخاري بسنده عن عبادة بن تميم قال: ((لما كان يوم الحرة والناس يبايعون لعبد الله بن حنظلة فقال إبن زيد (٤): على ما يبايع إبن حنظلة الناسُ؟ قيل له: على الموت. قال: لا ابايع على ذلك احداً بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان شهد معه الحديبية)) (٥).

وفي هذه الاثار ردٌ على كل ضال يسب اصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة من شهد بدراً والحديبية.

أما مذهب أهل الحق: ((يحبون اصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يفرطون في حب أحد منهم ولا يتبرؤون من احد منهم، ويبغضون من يبغضهم وبغير خير بذكرهم، ولا يذكرونهم إلا بخير وحبهم دين وايمان واحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان)) (٦).

[المطلب السابع: -شفاعة الصبر على الشدائد:-]

الصبر: ((هو ترك الشكوى من الم البلوى لغير الله، لا إلى الله لان الله تعالى اثنى على أيوب - صلى الله عليه وسلم - بالصبر بقوله: ((إنا وجدناه صابراً)) (٧)، مع دعائه في دفع الضر عنه بقوله: ((وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)) (٨) (٩).

والصبر أنواع ودرجات، يتفاوت بتفاوت المصيبة والشدة، فالصبر على ضياع مبلغ من المال، ليس كالصبر على موت عزيز، وكذلك يتفاوت بتفاوت الاشخاص فقد تكون حادثة معينة هي اكبر مصيبة عند شخص ولكنها سهلة عابرة عند آخر ... وهكذا فالصبر


(١) الفتح/ ١٨.
(٢) ولله المثل الاعلى "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير".
(٣) الفتح/١٠.
(٤) هو عبد الله بن زيد رضي الله عنه-انظر فتح الباري ٧/ ٥٦٩.
(٥) أخرجه البخاري المغازي (٤١٦٧).
(٦) شرح العقيدة الطحاوية، إبن أبي العز، بتحقيق الالباني ص ٤٦٧.
(٧) ص /٤٤.
(٨) الأنبياء /٨٣.
(٩) التعريفات، الجرجاني ص٧٥.

<<  <   >  >>