للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ارتضى الله تعالى قولاً واحداً من اقواله وهو: شهادة أن لا اله الا الله ... )) (١).

ومنها قوله تعالى ((لا يملكُ الذين يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشفاعةَ إلاّ مَن شَهِدَ بِالحَقِّ وَهُمْ يَعْمَلُونْ)). (٢)

ومنها قوله تعالى ((وكمْ مِنْ ملكٍ في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً الا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى)). (٣)

ولا وجه للتعارض بين النصوص هذه، فانه ما مِنْ اية الا وهي مرتبطة بنفي متقدم واستثناء عقيب، والاستثناء تخصيص فيكون المنفي من الآيات هي الاصل العام، والاثبات استثناء خاص فيخص العام بالخاص (٤).

جـ- الايات التي تدل على نفي الشفاعة مطلقاً أو في يوم القيامة أو عن طائفة معينة.

قال تعالى ((واتّقوا يوْماً لا تجزي نفسٌ عن نفسٍ شيئاً ولا يقبل منها شفاعة ... )) (٥). وكقوله ((واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ... )) (٦)

وانما اراد الله ((تحذير عن المعاصي واقوى ترغيب في تلافي الانسان ما يكون منه من المعصية بالتوبة لانه إذا تصور انه ليس بعد الموت استدراك ولا شفاعة ولا نصرة، ولا فدية علم انه لا خلاص له الا بالطاعة ... )). (٧)

فالله تعالى قد نفى الشفاعة عن الكافرين، يقول تعالى: ((يا ايها الذين امنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن ياتي يومٌ لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون)). (٨)

فانه تعالى: {لما قال ((ولا خله ولا شفاعة)) أوهم ذلك نفي الخلة والشفاعة مطلقاً فذكر تعالى عقيبة ((والكافرون هم الظالمون)) ليدل على أن ذلك النفي مختص بالكافرين،


(١) التفسير الكبير، الرازي ٢٢/ ١١٩.
(٢) الزحرف /٨٦.
(٣) النجم /٢٦.
(٤) انظر العقيدة الاسلامية، محمد عياش ص ٢٩٥.
(٥) البقرة /٤٨.
(٦) البقرة /١٢٣.
(٧) التفسير الكبير، الرازي ٣/ ٥٥.
(٨) البقرة /٢٥٤.

<<  <   >  >>