للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اختلف العلماء وشراح الحديث النبوي في عد أنواع الشفاعات يوم القيامة، والسبب الاساس في اختلافهم عدم وجود الدليل القطعي الواضح في نوع الشفاعة وغالبية -أن لم اقل كل- من عد أنواع الشفاعات انما قصرها على شفاعات النبي محمد صلى الله عليه وسلم وشفاعة الملائكة والنبيين والمؤمنين.

فترى احدهم يزيد على الآخر بحسب ما يتوصل اليه اجتهاده على انها من أنواع الشفاعات الاخروية، وقد عد القاضي عياض وتبعه الامام النوري -رحمها الله - أنواع شفاعات الاخرة خمسة أنواع، الأول: شفاعة الاراحه من هول الموقف والثاني تعجيل الحساب، وادخال قوم الجنة بغير حساب، والثالث: الشفاعة لقوم استوجبوا النار فيشفع فيهم نبينا صلى الله عليه وسلم ومن شاء الله تعالى، والرابع: فيمن دخل النار من المذنبين، والخامس في زيادة الدرجات في الجنة لاهلها (١).

واستدرك القاضي عياض نوعاً سادساً وهو التخفيف عن أبي طالب في العذاب (٢). واما إبن تيمية فذهب إلى انها ثلاث شفاعات: الاولى: في اهل الموقف، والثانية: يشفع في اهل الجنة، والثالثة: فيمن استحق النار أن لا يدخلها وفيمن دخلها أن يخرج منها وهذه الثالثة يشترك معه غيره فيها (٣).

وعدها شارح العقيدة الطحاوية ثمان شفاعات، فزاد على القاضي عياض: شفاعته صلى الله عليه وسلم في اقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم" (٤).


(١) انظر شرح صحيح مسلم، النووي ٣/ ٣٥، وفتح الباري، إبن حجر ١١/ ٥٢٢ - ٥٢٣ وشرح سنن أبي داود إبن قيم الجوزية، الذي بهامش عون المعبود ١٣/ ٧٧ وانظر تحفه الاحوذي، المباركفوري ٧/ ١٢٨، ونور الاسلام، عبد الكريم المدرس ٢٨٩ - ٢٩١، واصول الدين الاسلامي، لرشدي عليان وقحطان الدوري ص ٣٨٥.
(٢) انظر التذكرة، القرطبي١/ ٢٨٥، وفتح الباري، ١١/ ٥٢٣.
(٣) انظر مجموع الفتاوي، إبن تيمية، ٣/ ١٤٧.
(٤) انظر شرح العقيدة الطحاوية إبن أبي العز، تحقيق الارنؤوط، ١/ ٢٨٢ - ٢٩٠ وانظر غاية المأمول شرح التاج الجامع للاصول، لمنصور علي ناصف ٥/ ٣٤٨ وانظر كبرى اليقينيات الكونية، البوطي ص ٣٧٨

<<  <   >  >>