للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعرفونهم باثر السجود تاكل النار من إبن آدم إلا اثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار وقد امتحشوا، فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبة في حمل السيل ثم يفرغ الله -تعالى- من القضاء بين العباد ويبقى رجل مقبل بوجه على النار ... )) (١) ... الحديث.

ففي الحديث ان الملائكة هي التي تخرج الناس من النار بامر الله تعالى وفي حديث انس السابق ان النبي - صلى الله عليه وسلم - هو الذي يخرج فكيف الجمع؟ نقول: الذي باشر الإخراج هم الملائكة ولكن يؤمرون بذلك على السنة الرسل (٢).

وحصل خلاف بين شراح الحديث في قوله: ((فإن الله حرم على النار ان تأكل من إبن آدم اثر السجود)). والخلاف هو: هل أن المراد من "أثر السجود" عضو السجود نفسه أم مَن سجد؟.

نقل إبن حجر عن القاضي عياض القول: ((أن عذاب المؤمنين المذنبين مخالف لعذاب الكفار وانها لا تاتي على جميع اعضائه أما اكراما لموضع السجود، وعضم مكانهم من الخضوع لله تعالى أو اكرام تلك الصورة التي خلق ادم والبشر عليها وفضلوا بها على سائر الخلق)) (٣).

وعملاً بهذا القول فان الكافر يدخل جزما فيهم فلا تحرق النار اماكن السجود منه؟!! وعليه فهو قول مردود (٤).

ورجح الإمام النووي أن: ((النار لاتاكل جميع أعضاء السجود السبعة التي يسجد الانسان عليها وهي الجبهة واليدان والركبتان والقدمان)) (٥). وهو رأي كثير من أهل العلم.

واعترض القاضي عياض بحديث ((ان قوماً يخرجون من النار يحترقون فيها إلا


(١) انظر تخريجه برقم (٩).
(٢) انظر فتح الباري١١/ ٥٥٦.
(٣) فتح الباري١١/ ٥٥٧ - ٥٥٨ بتصرف.
(٤) انظر فتح الباري١١/ ٥٥٨.
(٥) شرح مسلم، النووي ٣/ ٢٢ بتصرف يسير.

<<  <   >  >>