للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنْ كنتَ تُورِدُ نَسخاً أو مُعارضةً ... لِذي الأحاديثِ فاذكر ما تري وسُقِ

وإنْ تكنْ قاصراً عن كونها ثبتت ... فيما حوى سَرْحهُ الحفاظُ في الورق

فاعرفْ مقامَكَ في درَكِ العلومِ ولا ... تعرض لمن خاض فيها شاسعَ الشُّقَقِ

فأنتَ ويْحكَ في وهْدِ الحضيض فلا ... تمدُدْ يديك لمأوي فارقِ الأنُقِ

وله أيضا:

رُبَّ ليلٍ بجانب الينبوع ... بتُّ من خيبة الرَجا في النزوع

ولقد ساءني ولجلج همي ... خبر ترجمانه من دموعِي

[البخاري بن المأمون]

ويقال له لُيَّبْخِيريِي. شاعر مجيد وابن مجيد، وأوَّل ظهوره، أن أهله أجدبوا، فبعثوه يرتاد لهم، فاتفق إنه مرّ بحيّ، فهام بفتاة منهم، فمكث أياما، ثم رجع إلى أهله، من غير أن يأتيهم بفائدة. فلما طلع على أهله، تلقاه الرجال، ليعلموا ما أتى به من الخبر. فلما سألوه، أنشأ يقول:

وبيضا في الملاحة لا تباري ... ألا فاصْدَعْ بحبكَها جهارا

فبينا الناسُ ينتجعون غيثاً ... إذ المامِيَّ تأتزرُ ائتزارا

لهي الغيثُ أطلبُ لا سواها ... فلا شَوْلٌ لديَّ ولا عِشارا

فسر أبوه بما سمع منه، وقال: أشهدكم إنه حر من الاشتغال بالدنيا. فأكب على لغة العرب، فبرع فيها، وفي قول الشعر. ومن نظمه قوله:

يا ليت شعري متى أنمِ القُتودَ على ... ضخم العثانين ناءٍ رفعةَ العَضْدِ

<<  <   >  >>