للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السلطان يتوقع مجيئهم، فلو دخلوا فاس، وقع

السلطان بين أمرين، إما أن يتركهم وشأنهم به، فإن السلطان لا تسمح له مروءاته بذلك، وإما أن يحدث ذلك ضغائن بينهم وبينه. فذلك مما يضر بصالحه، فأمره بالرجوع. وللشيخ المذكور ديوان شعر، وهو لا يوجد عندي، ومن شعره:

تغافلْ عن الإخوان في كل زَلةٍ ... وإياك والتبصير في زَلةِ الأخِ

وكنْ راحمَ المسكين واصل رحمه ... وإِياك أن تبدو له بالتبلُّخِ

وإياك والتقصيرَ فيما أحبه ... وساوِ زمانَ العسر في ذاك والرخِي

وداومْ على تقوَى الإلهِ وعلمهِ ... أفزْ وتنلْ مما رجوت بَخٍ بَخ

إدْيَيْجَ بن عبد الله الكمليلي

عالم كبير، ولغوي شهير، اشتهر في الفقه والبيان، والعروض والنحو، وكان شاعرا مجيدا، وما بقيت قبيلة إلا هجاها إلا ما قل، واشتهر من ذاك هجوه لإدَوَعْلِ، لما بلغه فشو الطريقة التيجانية فيهم، فكان يبعث لهم القصائد يهجوهم بها، فلا يردون عليه، لأن الشيخ محمد الحافظ بن المختار بن لحبيب العلوي، كان يأمر بذلك. فلما توفى وأكثر من هجوهم، تصدى له باب بن أحمد بيب، الذي تقدمت ترجمته في هذا الكتاب، ومحمد الذي تقدمت ترجمته ايضا، وقد نضى قليل مما قالوا له، وما أحفظ شيئا من شعر إدييج، وتقدم بعض ما قال فيه باب، ومحمد، ورأيت له قصيدة في باب مطلعها:

أيها الراكبُ المغذُّ ذهابا ... حَيّ عني بابَ الهدايةِ بابا

باب عندي منزه عن أمور ... بلغتني فقلتُ فيها صوابا

ولما وقعت مسألة الحُبُس التي تقدم ذكر ما جرى فيها، بين باب المذكور

<<  <   >  >>