للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم تآمر سيد أحمد بن اعل خملش وأخوه، على قتله. وكانا ابني أخيه، واسمه إعل، وأضيف إلى خملش، وهو لسم موضع. لأنه ولد عنده، كما أن الليكاط المتقدمة، اسم نرضعة أرضعت أخاه أحمد، فغلبت عليه.

[الكلام على غدرة محمد لحبيب]

تآمر ابنا إعل خلمش، على قتل عمهما، مع من أطاعهما من أبناء أحمد من دامان، فعينا لذلك ليلة مخصوصة، وكان أكبر أولاده سيدي المتقدم، فاتفقوا على قتله مع أبيه، فاتفق أن سيدي المذكور، خرج في اليوم الذي قبل الليلة المعينة مع بعض رجاله، وكان يريد المبين عند حيّ من أتباعه، فخرج معه سيد أحمد بن إبراهيم اخليل، يريد اغتياله تلك الليلة، وهو لا يدري. فلما وصل إلى الحيّ الذي

كان يقصده، وجده قد رحل، فبات على مكان عال، ولم يضطجع لشدة حزمه. فبينما هو جالس آخر الليل، إذ سمع الرصاص في ناحية الحيّ، الذي خرج من عنده، فعلم أن أباه قتل. فأمر أصحابه بالقبض على ابن إبراهيم اخليل، وأن ينزعوا السلاح منه، وأن يقودوا به فرسه، خوفا ان يهرب عليها، فرجع إلى أهله فوجد الناس يظنون إنه قتل أيضا. فلما رآه الناس انضموا اليه، ولم يبق الا قتلة أبيه، وكانوا اثني عشر رجلا، فقتلهم في ذلك اليوم عن آخرهم، ما عدا إبراهيم ابن بوحُبّيْني، فإنه تركه احتقارً له.

[الكلام على غدرة سيدي بن محمد لحبيب]

كان سيدي المذكور، عادلا، محباً للزوايا، مكرما لهم. وكان يجتهد في الحكم بالشريعة، أعنى في منازعات الناس. ويعين لذلك العلماء، ويدقق في تحري ذلك. أما أمر اللحمة، فقد تقدم أن حسان لا يرونه ظلما، مثل ما قال الفرزدق لأحد ملوك بني أمية، وقد دخل عليه هو وجرير، فسألهما عن سبب المهاجات بينهما، فقال له جرير: إنه يظلمني. فقال له الفرزدق: وجدت آبائي

<<  <   >  >>