للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تيججك، فأيهما سبق إليه، يرجع عنه الآخر، وقد يبقى لمن هزم الآخر منهما، ووقعت بينهم أيام كثيرة، لم تحضرني تفاصيلها.

[حروب الترارزة]

لم تبق طائفة من الطوائف، الا حاربت الترارزة. فأما البراكنه، فإنهم لم يقووا عليهم. وأما إدوعيش، فقد صالوا عليهم، ونزلوا أرضهم وهزموهم. وأما أحيى من عثمان، فقد حاربوا محمد لحبيب أحد رؤساء الترارزة إذ ذاك، وكان ينتجع المراعي، وأكثر الترارزة في أرض القبلة بعيد منه، وكان نازلا عند الملحس،

فغزاه أحمد بن عيْدَّ فهزمه، وأخذ ما معه من المال، وقطع بعض قومه أذني امرأته، أم رأس، فصار محمد لحبيب، يتحين الخريف، ليقدر على غزوه، لبعد ما بينهما، فقال أحمد بن عيد:

محمد لحبيب السلطان ... ما بان إنَّ لاه يمتانْ

شَتَّيْنَ في الخطّ أُفكان ... ماجَ فيه ولاحَ في الصَّيف

هوكاعْ الَّ بو جِعْرَانْ ... بخبارُ بِسْتنَّ لِخْرِيفْ

كاع: بمعنى لا يجاوز أن يكون إياه، وأبو جعران: دويبة معروفة، تألف النجاسة، ولا توجد إلا في الخريف، وكان ابن عيد المذكور متحصنا بجبل آدرار، فغزاه سيدي بن محمد لحبيب، فلم يجده، فقطع نخله ورجع.

[الكلام على أحيى من عثمان]

إن الناس ينطقون باحيى بغير ألف، وأظن أصلها أحياء، فقصروها، ثم تركوا الألف، لكثرة الاستعمال، وهذه اللفظة، تطلق على قبائل، كأهل عمنّى وأولاد غيلان وأولاد سَلْمُون وأولاد آكشر وغيرهم، والرئاسة في آدرار منذ زمن في قبائل حسان، إنما هي لأهل عيدَّ يتوارثونها، ويقتل بعضهم بعضا من

<<  <   >  >>