للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحد بشكل واحد، أعني الأول والثالث، وكذلك الأخيران، أعني الثاني والرابع، وأقله

أربعة أشطار كما تقدم، ولا حد لأكثره.

مَذَ مِنْ عَلاّلْ ... مَعْدُودْ افْلِعْيَالْ

أنْكُلْ أنَوَالْ ... أسْرَ مِنْ حَنْشَ

ما خَلَّ سِرْوَالْ ... إلاَ خَلّ فَشَّ

قوله مذ: أصله ماذا كما تقدم، وعلال: فعال من العل، يعني إنه يحلب نوق الناس بعد أن تذهب للرعي من عند أهلها، وهذا عندهم وصف في غاية الذم، ومعنى معدود افلعيال: إنه كل على الناس، فيعدونه في عيالهم، وافلعيال: أصله في العيال، إلا أنا كتبناها على ما يتلفظون به، ولأن بحرهم الذي ينظمون في ميزانه لا يصلح فيه إلا هكذا، لأنا لو قلنا في العيال، ينكسر الوزن في اصطلاحهم، إذا المعتبر عندهم فيه قدر المتحركات، ولا يبالون بالسواكن قلَّت أو كثُرت، وكذلك لا يعدون الهمز المتحرك الواقع في أوائل الأشطار، ويسمون المصراع تافلويت، وما أدرى اشتقاقها، وهذا يسمونه طلعة، وضابطها أن تكون على ستة أشطار، ثلاثة هي الأولى على روى واحد، وبعدها واحد على روى آخر الكاف الذي تقدمها، وبعدها شطران أحدهما مساو للثلاثة التي تقدمته، والآخر على آخر ما قبله وهكذا، وأقل الطلعة ستة، كما تقدم، ولا حد لأكثرها، وقوله أفكل أنوال: أصله في كل، وأنوال عندهم تقال لبيوت من الشعر غير كثيرة، وقوله: أسر من حنش: اصله أسرى، أي أكثر منها سرى، أو حنش هي الحية الأنثى، ومذكرها إحنش عندهم، وهذا غير المعروف في لغة العرب، لأن الحنش تقال للذكر والأنثى من الأنواع التي اختلف فيها عندهم، ومعنى ما خل: ما ترك، وسروال: هو المعروف عند المشارقة أيضا، مع أن الصحيح سراويل، وهو مفرد ملحق بالجموع، وقيل: هو جمع، ومفرده سروالة، وأنشدوا عليه قوله:

عليه من اللؤم سروالة ... وليس يرق لمستعطف

<<  <   >  >>