للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وله من قصيدة، يمدح بها أحمد بن امحمد ابن عيدَّ أمير ادرار، وقد ضاع منى

أولها:

أميرٌ فارِسٌ بَطلٌ جَوَادُ ... خَليفَةُ فارِسٍ بَطلٍ جوَادِ

وغيثٌ لا يملّ إذا تمادى ... وكان الغيثُ يسأمُ بالتمادِ

وبحرٌ ترتوي منهُ الرَّوايا ... بما يشفى الغليلَ لكلِّ صادِ

شرابٌ أن أتوهُ بلا شرابٍ ... وزاد أن أتوه بغير زادِ

لنعم الجَلْد أنت إذا تبدَّتْ ... نواصي الخيلِ مقبلةٍ بَدادِ

وبداد: حال، وقعت معرفة، وقد نص عليها في كتب النحاة، فهي من الألفاظ المسموعة من العرب، لكن لا يقاس عليها ما يشابهها. وله من أبيات يقولها في المشاعرة، التي تقدم ذكرها، في ترجمة الذي تقدمه، وقد ضاع مني أولها:

فإنْ تَكُ الأزْمُنُ النسوانُ نِيطَتْ ... عليها من مآثركم رِعاثُ

قد أنبثَّتْ مناقِبُكم وشاعَتْ ... كما في الناس للمثلِ انْبثات

ومن ظريف أخباره، إنه كان مع العلامة المتقن، وليُّ الله أحمد بن محمد، في حي ينتجعون المراعي بإبلهم، فوصل إليهم مكتوب من العلامة الشهير، صاحب القدر الكبير، الشيخ سعد أبيه ابن محمد فاضل، أخي الشيخ ماء العينين، فيه أبيات من الرجز، وكتب قبلها أسطرا من النثر، معناها أن هذه كرامة أكرمني الله بها، ولا يقدر عليها أحد، وكانت تلك الأبيات من الحروف المقطعة، فأخذ هو تلك الأبيات، ونظم اثني عشر بيتا من الحروف المقطعة، فيما بين الظهر والعصر، وكتب بها إلى الشيخ المذكور، وكتب إليه في مقدمة الكتاب إني لست وليا، ولا من أهل الكرامات، وها هي الأبيات، لم يتخلف عن ذهني منها إلا بيت واحد، وهي في مدح الشيخ أحمد بن محمد المذكور:

أَرَأَى زَوْرَهُ دَوَاَء أُوَارِ ... ذُو دَوًى زَارَ أَدْؤرًى وأوارِى

<<  <   >  >>