للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذه الدرجة من محبة الله فرض واجب عَلَى كل مسلم وهي درجة المقتصدين أصحاب اليمين

الدرجة الثانية درجة السابقين المقربين، وهي أن ترتقي المحبة إلي ما يحبه الله من نوافل الطاعات، وكراهة ما يكرهه من دقائق المكروهات، وإلى الرضا بما يقدره ويقضيه مما يؤلم النفوس من المصائب، وهذا فضل مستحب مندوب إِلَيْهِ.

وفي صحيح البخاري (١)، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يقول الله -عز وجل- «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنَتْهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لِأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ قَبْضِ نَفْسِ عَبْدِي الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَ أَكْرَهُ مَسَاءَتَه».

وقد رُوي هذا المعني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث علي بن أبي طالب (٢) -رضي الله عنه- وابن عباس (٣) -وأبي أمامة (٤) وعائشة (٥) -رضي الله عنهم- بأسانيد


=ثم ساق ابن عدي لوهب أحاديث عن ثابت وفرقد، ومنها حديثنا هذا وقال: وهذه الأحاديث غير محفوظة، ولا أعلم يرويها غير وهب بن راشد.
ثم قال ابن عدي: ولوهب غير ما ذكرت، وأحاديثه كلها فيها نظر.
(١) برقم (٦٥٠٢).
(٢) أخرجه الإسماعيلي في "مسند علي" كما في الفتح (١١/ ٣٤٩) وضعفه الحافظ.
(٣) أخرجه الطبراني في الكبير (١٢/ ١٢٧١٩) وضعفه الحافظ في الفتح.
وقال الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٢٧٠): "فيه من لم أعرفه".
(٤) أخرجه الطبراني في الكبير (٨/ ٧٨٣٣، ٧٨٨٠)، والبيهقي في الزهد الكبير (٦٩٦) وقال في المجمع (٢/ ٢٤٨): فيه علي بن يزيد، وهو ضعيف.
(٥) أخرجه أحمد (٦/ ٢٥٦)، وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ٥).
قال الهيثمي في المجمع (١/ ٢٦٩): فيه عبد الواحد بن قيس، وقد وثقه غير واحد، وضعفه غيرهم.