للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَاغْتَسَلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ، وَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرُ سَنَةٍ: صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا».

وكلما بعد المكان الَّذِي يمشي منه إِلَى المسجد كان المشي منه أفضل لكثرة الخُطا.

وفي صحيح مسلم (١) عن جابر قال: كانت دارُنا نائية عن المسجد، فأردنا أن نبيع بيوتنا فنقرب من المسجد، فنهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: "إن لكم بكل خطوة حسنة".

وفي صحيح البخاري (٢) عن أنس أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "يا بني سلمة! ألا تحتسبون آثاركم؟ ".

وفي الصحيحين (٣) عن أبي موسى أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "إن أعظم الناس أجرًا في الصلاة: أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم".

ومع هذا فنفس الدار القريبة من المسجد أفضل من الدار البعيدة عنه لكنَّ المشي من الدار البعيدة أفضل.

ففي المسند (٤) عن حذيفة عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: «فَضْلُ الدَّارِ الْقَرِيبَةِ مِنَ الْمَسْجِدِ عَلَى الدَّارِ البَعِيدَةِ الشَّاسِعَةِ كَفَضْلِ الْغَازِي عَلَى الْقَاعِدِ» وإسناده منقطع.

والمشيُ إِلَى المسجد أفضل من الركوب كما تقدّم في حديث أوس في الجُمُعة، ولهذا جاء في حديث معاذ ذكرُ المشي عَلَى الأقدام، وكان النبي صلّى الله عليه وسلم لا يخرجُ إِلَى الصلاة إلا ماشيًا حتى العيد يخرج إِلَى المُصلَّى ماشيًا، فإن الآتي للمسجد زائر


(١) برقم (٦٦٤).
(٢) برقم (٦٥٥).
(٣) أخرجه البخاري (٦٥١)، ومسلم (٦٦٢).
(٤) (٥/ ٣٨٧) وقال الهيثمي في المجمع (٢/ ١٦): رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. قلت: وفي إسناده أبي عبد الملك وهو علي بن يزيد الألهاني، وهو مع ضعفه فإن روايته عن حذيفة منقطعة.