للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشهوات، كان اختطاف الكلاليب له عَلَى متن جهنم بحسب اختطاف الشبهات أو الشهوات له عن هذا الصراط المستقيم، كما في حديث أبي هريرة: "إنها تخطف الناس بأعمالهم" (١).

وروى الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله، في قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: ١٤] قَالَ: من وراء الصراط ثلاثة جسور، جسر عليه الأمانة، وجسر عليه الرحم، وجسر عليه الرب تبارك وتعالى.

وقال أيفع بن عَبْدٍ الكلاعي: لجهنم سبع قناطر، والصراط عليها، وذكر أنّه يحبس الخلق عند القنطرة الأولى، فيسألون عن الصلاة، فيهلك من يهلك وينجو من ينجو ويحبسون عند القنطرة الثانية، فيسألون الأمانة، هل أدوها أم أضاعوها فيهلك من يهلك، وينجو من ينجو، ثم يحبسون عند الثالثة، فيسألون عن الرحم.

وقد ذكرنا فيما تقدم غير حديث في حبس الولاة عَلَى جسر جهنم، وتزلزل الجسر بهم.

وخرج أبو داود (٢) من حديث معاذ بن أنس الجهني، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم، قَالَ: "من رمى مسلمًا بشيء يريد به تشيينه، حبسه الله عَلَى جسر جهنم حتى يخرج مما قَالَ".

وقد رُوي بلفظ آخر وهو "من قَالَ في مؤمن ما لا يعلم، حبسه الله عَلَى جسر جهنم، حتى يخرج مما قَالَ" (٣).

وروى ابن أبي الدُّنْيَا بإسناده، عن أبي سليمان الداراني، قَالَ: وصفت لأختي عبدة قنطرة من قناطر جهنم، فأقامت يومًا وليلة في صيحة واحدة ما


(١) أخرجه مسلم (١٨٢) وتقدم تخريجه.
(٢) برقم (٤٨٨٣).
(٣) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٨/ ١٨٨ - ١٨٩) من حديث معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه مرفوعًا. قَالَ أبو نعيم: وهو حديث غريب، تفرد به إسماعيل عن سهل.