للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد ورد إطلاق الإله عَلَى الهوى المتَّبع، قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: ٢٣] وقال الحسن: هو الَّذِي لا يهوى شيئًا إلا ركبه.

وقال قتادة: هو الَّذِي كلما هوى شيئًا ركبه، وكلما اشتهى شيئًا أتاه لا يحجزُه عن ذلك ورعٌ ولا تقوى.

ورُوي من حديث أبي أمامة مرفوعًا بإسناد ضعيف: «مَا تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ إِلَهٌ يُعْبَدُ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ هَوًى مُتَّبَعٍ» (١).

وفي حديث آخر: "لا تزال لا إله إلا الله تدفع عن أصحابها حتى يؤثروا دنياهم عَلَى دينهم، فَإِذَا فعلوا ذلك رُدَّت عليهم، وقِيلَ لَهُم: كذبتم" (٢).


(١) أخرجه ابن عدي (٢/ ٣٠١)، (٣/ ٦٩) والطبراني في الكبير (٨/ ٧٥٠٢)، وأبو نعيم في الحلية (٦/ ١١٨) من طريق الحسن بن دينار عن الخصيب بن جحدر عن راشد بن سعد عن أبي أمامة.
قال ابن عدى (٢/ ٣٠١): وهذا إن كان البلاء فيه من الحسن، وإلا من الخصيب ابن جحدر، ولعله أضعف منه.
وقال ابن عدي (٣/ ٦٩): وللخصيب أحاديث غير ما ذكرته، وأحاديثه قلما يتابعه أحد عليها، وربما روى عنه ضعيف مثله مثل عباد بن كثير والحسن بن دينار، كما ذكرته، فلعل البلاء منهم لا منه.
وقال الهيثمي في المجمع (١/ ١٩٣): رواه الطبراني في الكبير، وفيه الحسن بن دينار، وهو متروك الحديث.
(٢) أخرجه أبو يعلى (٤٠٣٤) من حديث أنس.
وسئل أبو حاتم الرازي عنه كما في العلل لابنه برقم (١٨٥٧) فَقَالَ: هذا خطأ، إِنَّمَا هو أبو سهيل عن مالك بن أنس عن النبي صلّى الله عليه وسلم مرسل.
وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ٢٧٧): رواه البزار وإسناده. حسن. قلت: وليس كما قال.
وأخرجه العقيلي في الضعفاء (٢/ ٢٩٧) من حديث أبي هريرة، وفي إسناده: عبد الله بن محمد بن عجلان، قال عنه العقيلي: منكر الحديث، لا يتابع على هذين الحديثين. وذكر هذا الحديث وآخر.
وأورده الهيثمي في المجمع (٧/ ٢٧٧) وقال: رواه البزار، وفيه: عبد الله بن محمد ابن عجلان، وهو ضعيف جدًّا. اهـ.
وللحديث روايات أخرى كلها ضعيفة.