للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألم يكفه أني أحارب حية ...*... فيرميني منه بأروغ ثعلب

ولي مطلب صعب الوسائل موعر ...*... فيا ويح نفسي من وسائل مطلبي

سأحملها فيها على الموت ساخرا ...*... من الموت أو ترمي شعار التهيب

ذريني أنصب للعلى جهد طاقتي ...*... فلم يرق فيها منصبا غير منصب

خذي الجد زادا في مسيرك والحقي ...*... بها واليها فاركبي كل مركب

فليس بحر من يرى العز ممكنا ...*... ويبقى أسير الذل تحت التغلب

وأغرب خطب هالني خطب موطن ...*... لنا منعته الشمس أسراب أغرب (١)

كما حبست عنه الرياح وعارضت ...*... له دون سيل القطر من كل مسرب

بأجنحة سود كأن خيالها ...*... ظلام بليل قاتم الوجه غيهب

فيالك فردوسا تحولت دمنة ...*... ويا وحشتا من أغرب فيك نعب

ويا وحشتا من محنة نكبت بها ...*... سلالة مازيغ وفتية يعرب

تسام بخسف وهي ولهى حزينة ...*... وتوسم إفكا بالخنى والتعصب

وكم قائل فازت بنيل حقوقها ...*... ولما تفز إلا بعنقاء مغرب

ويا نفس كم نفست كربك في الصؤبى ...*... بجم الأماني وهي شنشنة الصبى

فلا تعذليني في التشاؤم بعد ما ...*... نبت بي صروف الدهر عن كل طيب

تريدين خوضي في الأماني تعلة ...*... وذلك أمر إن اخض فيه أكذب

وتشكين مني عزلة وتجنبا ...*... ومن فرط وجدي عزلتي وتجنبي

وما أنا إلا طائر فوق بانة ...*... يردد سجعا خافتا ذات مغرب

يسر به تحت الدجى متسترا ...*... ليأمن رمي الصائد المترقب


(١) هذه الأبيات والتي تليها كانت مثار مضايقات للشاعر من الدوائر الاستعمارية، ومن (ميرانت) مدير الشؤون الأهلية بالولاية العامة آنذاك.

<<  <   >  >>