للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

[مقدمة]

للجزائر كما للأمم العريقة في المجد والحضارة تراث أدبي وعلمي يربط حاضرها بماضيها فتبني عليه مستقبلها، وهو ضمان لحفظ كيانها، وتدعيم بنيانها، ولم تتأخر الجزائر عن ركب هذه الأمم في عصر من العصور.

غير أن كثيرا من الأمم ساعدتها الظروف وساعفتها فبقي تراثها محفوظا يتلقاه أبناؤها جيلا بعد جيل، أما الجزائر فقد نسجت عناكب النسيان خيوطها على جل تراثها العلمي والأدبي ولعبت به يد الاستعمار فوضعته في زوايا الخمول، وقد أعان كل ذلك ليل الاستعمار الطويل الذي لم ينجل إلا بعد قرن وعشرات من السنين الشداد.

وبعد أن أصبحت الجزائر حرة مستقلة عقدت وزارة التربية الوطنية العزم على بعث تراث الجزائر ونشره، وكان فاتحة ذلك هو نشر ديوان محمد العيد. وطبع ديوان محمد العيد أمنية عز منالها قبلا، ولقد خامرت هذه الأمنية نفوس كثير من رجال العلم والأدب والإصلاح بالجزائر، فمات البعض منهم وفي نفوسهم حرقة وأسى عميق من عدم نشر هذا الديوان لأن شعر محمد العيد ساير نهضة الجزائر الحديثة وواكبها، فهو قلبها الخافق ولسانها الناطق وترجمانها الصادق، وهو مع ما فيه من بلاغة التعبير وصدق التصوير يمثل الإيمان بالدين والوطن، ويدعو إلى الثورة المسلحة على الاستعمار قبل اندلاعها بسنين، ومن الذي ينكر قوله سنة ١٩٣٧:

فقم يا ابن البلاد اليوم وانهض ...*... بلا مهل فقد طال القعود

<<  <   >  >>