للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[يا قبر]

ارتجل الشاعر هذه المقطوعه عندما وقف لأول مرة على قبر إمام النهضة الجزائرية الأستاذ الرئيس، عبد الحميد بن باديس وقد نقشت على رخامة، وعلقت على ضريحه.

ــ

يا قبر طبت وطاب فيك عبير ...*... هل أنت بالضيف العزيز خبير؟

هذا (ابن باديس) الامام المرتضى ...*... (عبد الحميد) الى حماك يصير

العالم الفذ الذي لعلومه ...*... صيت بأطراف البلاد كبير

بعث الجزائر بعد طول سباتها ...*... فالشعب فيها بالحياة بصير

وقضى بها خمسين عاما كلها ...*... خير لكل المسلمين وخير (١)

ومضى اليك تخصه بثنائها ...*... وإليه من بين الرجال تشير

(عبد الحميد) لعل ذكرك خالد ...*... ولعل نزلك جنة وحرير

ولعل غرسك في القرائح مثمر ...*... ولعل وريك للعقول منير

لا ينقضى حزن عليك مجدد ...*... وأسى له بين الضلوع سعير

نم هادئا فالشعب بعدك راشد ...*... يختط نهجك في الهدى ويسير

لا تخش ضيعة ما تركت لنا سدى ...*... فالوارثون لما تركت كثير

نفحتك من رحمات ربك نفحة ...*... وسقاك عيث من رضاه غزير


(١) الخير، بفتح المعجمة: ضد الشر. والخير (بكسرها) الشرف والكرم.

<<  <   >  >>