للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حنيفة من عبثهم، فمعظم سكنة الأعظمية منهم (١).

أما والدة استاذنا فهي: الحاجة رضِيّة بنت أحمد الصالح يرحمها الله، من أشهر عوائل الأعظمية، عمها جعفر الصالح ـ رحمه الله ـ كان رئيس البلد في العهد العثمان وهي أكبر خالات الشاعر المشهور وليد الأعظمي رحمه الله، تعرف بالتقوى والصلاح، أخبرني الدكتور بشار أن قلبه شغف بالقرآن وتلاوته، رحمها الله تعالى.

وأستاذنا ذو شخصية متميزة، له نظرة الموضوعية، وهو مجد في البحث العلمي، نقاد للروايات والنصوص، مدقق، مستحضر في تراجمه حال الرجل باستيعاب -غالبا-، وحينما ينقل كلام علماء الجرح والتعديل، لا ينقله هكذا بل يفسر، ويجمع، وينقد، ويعلق.

ثانياً: النشأة والتعليم:

نشأ استاذنا نشأة اسلامية منذ نعومة اظفاره، إذ اعتنى به والده المحامي عواد معروف فأقرأه القُرآن في صغره، ودخل المدرسة الابتدائية سنة ١٩٤٧،والثانوية سنة ١٩٥٤، وتخرج فيها بتفوق سنة ١٩٦٠، والتحق بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة بغداد وتخرج فيه سنة ١٩٦٤.

أخبرني استاذي أنّه حاز المرتبة الأوّلى على القسم للسنوات الأربع، ونال من أجل ذلك جائزة المجمع العلمي العراقي. وفي تلك المدة تعلّم على عدد من علماء العراق البارزين منهم: عَمّه الدكتور ناجي معروف الذي كان من رجالات العهد الهاشمي البارزين في العراق، والدكتور عبد العزيز الدوري، والدكتور صالح أحمد العلي، وأولوه عناية خاصة. ثم التحق سنة ١٩٦٤ طالباً في دراسة الماجستير في دائرة التاريخ والآثار بجامعة بغداد، واختار كتاب ((التكملة لوفيات النقلة)) للحافظ زكي الدين المنذري (دراسة وتحقيق) موضوعاً لهذه الدراسة بإشراف الأستاذ الدكتور جعفر حسين خصباك (٢).

واتصل آنذاك اتصالاً قوياً بالعلاّمة المحقق الدكتور مصطفى جواد ـ رحمه الله ـ فلازمه ودرس عليه


(١) ما تزال محلة في ((الأعظمية)) تعرف باسم محلة ((الشيوخ)) نسبة إلى شيوخ العُبيد.
(٢) هو مؤرخ عراقي غير مرضي بين طلبة العلم لآراء غريبة! ولكنه أول في تاريخ الفرق والأديان، وقد سمعته ييكثر من الثناء على استاذنا الدكتور بشار أكثر من مرة لما درسنا في الجامعة الاسلامية عام ١٩٩١م.

<<  <   >  >>