للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولاً - دستور النبي بالمدينة:

عندما هاجر النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى المدينة وضع لهم قانوناً ودستوراً ينظِّمُ شؤون المسلمين بعضهم ببعض مع غيرهم من سكان يثرب وأهلها ومما جاء به: (١)

١ - أنهم أمَّة من دون الناس.

٢ - المهاجرون من قريش على ربعتهم، يتعاقلون بينهم (أي يدفعون الديات من باب التكافل) وهم يَفْدُونَ أسيرهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

٣ - وأنه من يتبعنا من يهود لهم النصرة والأخوة غير مظلومين ولا نتناحر عليهم.

٤ - وأنه لا يحل لمؤمن اقرَّ بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أنْ ينصر مُحْدِثاً أو يأويه.

٥ - وأنَّ اليهود يقفون مع المؤمنين ما داموا محاربين.

٦ - وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإنَّ مردّه إلى الله وإلى محمد.

وهذه الصحيفة قد أوضحت أنَّ المسلمين أمَّة واحدة من دون الناس وبالتالي فما ورد في الأحاديث النبوية عن كفر مفارقة الجماعة أو خلع البيعة إنما ينصرف إلى هذه الأمًَّة الواحدة، فمفارقتها ردة عن الإسلام.

وهذه الصحيفة أوجبت على المؤمنين الرجوع إلى الله ورسوله عند الخلاف باعتبارين:


(١) " مسند أحمد ": جـ ١ ص ٢٧١ وجـ ٢ ص ٢٠٤ وجـ ٣ ص ٢٤٢ و" المنتقى من كنز العمال ": جـ ٥ ص ٢٥١ و" السنن الكبرى ": جـ ٨ ص ١٠٦.

<<  <   >  >>