للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْبَحْرِ مِنْ نَاحِيَةِ الْمُشَلَّلِ بِقُدَيْدٍ.

قُلْت: مَوْقِعُ مَنَاةَ فِي أَكَمَةٍ بِنَعْفِ الْمُشَلَّلِ إذَا أَكْنَعَ فِي السَّاحِلِ، وَالْمُشَلَّلُ تَقَدَّمَ، فَإِذَا وَقَفْت فِي بَلْدَةِ صعبر - بَيْنَ رَابِغٍ وَخُلَيْصٍ - وَكَانَ عَلَى تِلْكَ الْأَكَمَةِ ضَوْءٌ نَظَرْت إلَيْهِ شَرْقًا إلَى الْجَنُوبِ، وَعَلَيْهَا كَانَ طَرِيقُ هِجْرَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذْ أَنَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْ مَوْقِعِ خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ مُتَّجِهًا إلَى الْمَدِينَةِ تَكُونُ طَرِيقَهُ فِي ثَنِيَّةِ الْمُشَلَّلِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى جَانِبِهَا مَنَاةُ الطَّاغِيَةُ.

وَقَدْ تَقَدَّمَ مَوْقِعُ خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَعَثَ عَلِيًّا - كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ - فَهَدَمَهَا، وَقِيلَ: بَلْ بَعَثَ أَبَا سُفْيَانَ، وَالْأَوَّلُ أَشْهُرٍ. وَقَدْ أَوْفَيْت الْحَدِيثَ عَنْهَا فِي الْمُعْجَمِ وَلَمْ يَعُدْ لَهَا أَثَرٌ الْيَوْمَ.

الْمُنْصَرَفُ مَكَانُ الِانْصِرَافِ:

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ - فِي ذِكْرِ غَزَاةِ بَدْرٍ: حَتَّى إذَا كَانَ بِالْمُنْصَرَفِ، تَرَكَ طَرِيقَ مَكَّةَ بِيَسَارِ، وَسَلَكَ ذَاتَ الْيَمِينِ عَلَى النَّازِيَةِ، يُرِيدُ بَدْرًا، فَسَلَكَ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهَا، حَتَّى جَزَعَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ رَحْقَانُ، بَيْنَ النَّازِيَةِ وَبَيْنَ مَضِيقِ الصَّفْرَاءِ، ثُمَّ عَلَى الْمَضِيقِ، ثُمَّ انْصَبَّ مِنْهُ، حَتَّى إذَا كَانَ قَرِيبًا مِنْ الصَّفْرَاءِ (. . . .) وَهِيَ قَرْيَةٌ بَيْنَ جَبَلَيْنِ، سَأَلَ عَنْ جَبَلَيْهَا مَا اسْمُهُمَا؟ فَقَالُوا: يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا، هَذَا مُسْلِحٌ، وَلِلْآخَرِ، هَذَا مُخْرِئٌ.

قُلْت: الْمُنْصَرَفُ، يُعْرَفُ الْيَوْمَ بِالْمُسَيْجِيدِ، نِسْبَةً إلَى

<<  <   >  >>