للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَرْضُ بَنِي سُلَيْمٍ جَاءَتْ فِي قَوْلِهِ: وَغَزْوَةُ أَبِي الْعَوْجَاءِ السُّلَمِيّ أَرْضُ بَنِي سُلَيْمٍ، أُصِيبَ بِهَا هُوَ وَأَصْحَابُهُ جَمِيعًا.

قُلْت: أَرْضُ بَنِي سُلَيْمٍ كَانَتْ وَاسِعَةً شَاسِعَةً، تَشْمَلُ مُعْظَمَ حَرَّةِ الْحِجَازِ مِنْ جَنُوبِيِّ الْمَدِينَةِ إلَى شَمَالِيِّ مَكَّةَ، وَهِيَ الْحَرَّةُ الَّتِي كَانَتْ تُسَمَّى حَرَّةَ بَنِي سُلَيْمٍ، ثُمَّ تَنْسَابُ دِيَارُهُمْ مُشْرِقَةً حَتَّى تَصِلَ إلَى الدُّفَيْنَةِ وَحَرَّةِ كَشْبٍ وَمَشَارِفِهَا الشَّرْقِيَّةِ وَإِلَى قُرْبِ الرَّبَذَةِ، وَلَكِنَّ الْمَقْصُودَ هُنَا - فِيمَا يَبْدُو - هِيَ الْأَرْضُ الْقَرِيبَةُ مِنْ مَهْدِ الذَّهَبِ، فَالْغَزْوَةُ كَانَتْ هُنَاكَ.

أَرْضُ الْعِرَاقِ جَاءَتْ فِي النَّصِّ: فَلَمَّا مَلَكَ ابْنُهُ حَسَّانُ بْنُ تَبَّان َ أَسْعَدُ أَبِي كَرْبٍ سَارَ بِأَهْلِ الْيَمَنِ يُرِيدُ أَنْ يَطَأَ بِهِمْ أَرْضَ الْعَرَبِ وَأَرْضَ الْأَعَاجِمِ، حَتَّى إذَا كَانُوا بِبَعْضِ أَرْضِ الْعِرَاقِ - قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: بِالْبَحْرَيْنِ، فِيمَا ذَكَرَ لِي بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ - كَرِهَتْ حِمْيَرُ وَقَبَائِلُ مِنْ الْيَمَنِ الْمَسِيرَ مَعَهُ. . إلَخْ

قُلْت: الْعِرَاقُ، الْأَرْضُ الَّتِي يَجْرِي فِيهَا نَهَرَا دِجْلَةَ وَالْفُرَاتِ، وَقَدْ يُقَالُ: الْعِرَاقَانِ، فَيُرَادُ بِهِمَا الْبَصْرَةُ وَالْكُوفَةُ، وَكَانَ يُقَالُ: الْعِرَاقُ: أَرْضُ بَابِلَ، وَبَابِلُ مَعْرُوفَةٌ مِنْ الْعِرَاقِ، وَهِيَ الْيَوْمُ دَوْلَةٌ مِنْ دُوَلِ الْعَرَبِ عَاصِمَتُهَا بَغْدَادُ، أَمَّا قَوْلُ ابْنِ هِشَامٍ: بِالْبَحْرَيْنِ:

فَالْبَحْرَيْنِ لَيْسَتْ مِنْ الْعِرَاقِ، غَيْرَ أَنَّ أَهْلَ الْحِجَازِ كَانُوا يُسَمُّونَ السَّاحِلَ عِرَاقًا، فَاخْتَلَطَ عَلَيْهِمْ، وَاسْمُ الْبَحْرَيْنِ كَانَ يُطْلَقُ عَلَى سَاحِلِ نَجْدٍ بَيْنَ قَطَرٍ وَالْكُوَيْتِ

<<  <   >  >>